من يريد الجنة فلا بد عليه أن يجتهد لكي ينولها، وهنالك العديد من العلماء الذين على الرغم من اجتهادهم إلا أنهم أحسوا بانهم مقصرون في السير إليها، ومنهم العالم أبو سليمان الداراني، الذي كان يشعر بأنه مقصر في دينه، واليوم نقص عليكم إحدى قصصه في هذا الخبر.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحزن على حال الغافل عن ذكر الله.
قصة قصيدة أألهتك لذة نومة عن خير عيش
أما عن مناسبة قصيدة “أألهتك لذة نومة عن خير عيش” فيروى بأن أحمد بن أبي الحواري دخل في يوم من الأيام إلى مجلس العالم أبو سليمان الداراني، وكان أحمد تلميذًا من تلامذة أبو سليمان، وكان أبو سليمان يبكي بكاءً شديدًا، فرد عليه أحمد السلام، وقال له: ما بك تبكي يا سيدي؟، فقال له: لقد آذاني شيء رأيته في المنام ليلة البارحة، فقال له احمد: وما الذي آذاك؟، فقال له: البارحة بينما كنت نائمًا في محرابي، رأيت في منامي جارية، وكانت هذه الجارية تفوق الدنيا جمالًا، وكان في يدها ورقة، واقتربت مني هذه الجارية، ووقفت عندي، وقالت لي: هل تنام يا شيخ؟، فقلت لها: من فلب عليه النعاس، فلا بد عليه أن ينام، فقالت لي: لا والله، من يريد أن يدخل الجنة فلا يجب عليه أن ينام.
ومن ثم أكمل أبو سليمان قائلًا: ومن ثم مدت إلي الورقة، وقالت لي: هل تقرأ؟، فقلت لها: نعم، فناولتني الورقة، وقمت بفتحها، وإذ مكتوب بها أبيات من الشعر تقول:
أألهتك لذة نومة عن خير عيش
مع الخيرات في غُرَفِ الجنان
تعيش مخلّداً لا موتَ فيه
وتنعُمُ في الجنان مع الحِسان
تيَقّظ من منامك إن خيراً
من النوم التهجُّدُ بالقرآن
يعاتب الشاعر الغافل عن دينه، ويقول في هذه الأبيات له بأن الدنيا قد لهته عما قد يحييه في الجنة مع الخيرات مخلد فيها لا يموت، وينعم فيها مع الحسان من الحور العين، وبأنه يجب عليه أن يستيقظ من نومه، ويتهجد في قراءة القرآن.
الخلاصة من قصة القصيدة: في ليلة من الليالي وبينما كان أبو سليمان الداراني نائمًا، رأى في منامه جارية تعاتبه على نومه، وغفلته عن ذكر الله، ومن ثم ناولته ورقة مكتوب بها أبيات من الشعر.