قصة قصيدة أبعد أخي تلذ الغمض عيني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبعد أخي تلذ الغمض عيني

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبعد أخي تلذ الغمض عيني” فيروى بأنه في واقعة أجنادين التي حدثت بين المسلمين والروم، وكان قائد المسلمين في تلك الواقعة خالد بن الوليد، وقائد الروم كان هرقل، وفي هذه الواقعة أسر رجل يقال له ضرار بن الأزور، وكان لضرار أخت يقال لها خولة بنت الأزور، وعندما وصلها خبر أسر أخيها، ارتدت ثوبا أسودًا وعلى وسطه حزام، وارتدت عمامة خضراء، وركبت حصانها، وأسرعت إلى أرض المعركة لكي تنقذ أخيها من الأسر، ودخلت في صفوف الروم وانقضت عليهم، وأخذت تمزق صفوفهم شر تمزيق، وأدخلت الرعب في قلوب فرسانهم، وهي تجول يمنة وميسرة بينهم.

وعندما رأى خالد بن الوليد ما تفعله خولة، ظنّ بأنها فارس، ولم يتبادر إلى ذهنه أو إلى أذهان جنود المسلمين الذين معه بأنها امرأة، وبينما هي تقاتل الروم، خرج صوت من بين جنود المسلمين، وهو صوت رافع بن عميرة، وهو يقول: من يكون هذا سوى خالد بن الوليد؟، ولكنه عندما رأى خالد مقبلًا عليه، أيقن بأنه ليس هو، فسأله عن هذا الفارس، وإن كان يعلم من هو، فأخبره خالد بأنه لا يعرف من هو، وبأنه قد أعجب بما ظهر منه، ومن ثم صاح خالد بالمسلمين بأن يحملوا أسلحتهم، وبأن يساعدوا هذا الفارس الذي يدافع عن دين الله تعالى، فدخل خالد والفرسان يساعدون هذا الفارس، حتى أتى إليهم، ورمحه قد تخضب بدماء الروم.

فكبر جنود المسلمين، وأقبلوا على هذا الفارس، وقالوا له: لله درك من فارس، فقد فتكت بالروم شر فتكة، اكشف لنا عن وجهك، ومن ثم قال له خالد بن الوليد: من أنت؟، فقالت له خولة: أنا خولة بنت الأزور، وقد أسر الروم أخي، فأتيت أنتقم، وأخرجه من أسره، وأجاهد في سبيل الله، وأخذت تبكي، وتنشد قائلة:

أَبـعـدَ أَخي تلذّ الغمضَ عَيني
فَـكـيـفَ يـنامُ مقروحُ الجفونِ

سَـأَبـكـي مـا حييتُ عَلى شقيقٍ
أَعـزّ عـليّ مِـن عـيني اليمينِ

فَـلَو أَنّـي لحـقـتُ بـهِ قـتيلاً
لَهـانَ عـليّ إِذ هـو غـير هونِ

وَكنتُ إِلى السلوّ أَرى طريقاً
وَأعـلقُ مـنهُ بالحبلِ المتينِ

وَإِنّـا مـعـشـرٌ مَـن مـاتَ مـنّـا
فَـليـسَ يَـمـوت موتَ المستكينِ

وَإِنّـي إِن يـقـال قَـضـى ضـرارٌ
لِبــاكــيـةٌ بِـمـنـسـجـمٍ هـتـونِ

وَقالوا لِم بكاكِ فَقلتُ مهلاً
أَما أَبكي وَقَد قَطعوا وَتيني

وعندما انتهت من شعرها، أقبل فرقة من الروم، وعندما رآهم المسلمون استعدوا لقتالهم، ولكن جنود الروم رموا أسلحتهم، وطلبوا الأمان، فأعطوه لهم، ومن ثم سألهم خالد عن ضرار، فقالوا له بأنه قد قتل منهم عددًا كبيرًا، فأسروه وبعثوا به إلى قائدهم في مدينة حمص في سوريا، فطلب خالد من رافع بن عميرة أن يأخذ معه مائة فارس، ويلحقوا بهم، فاختار رافع المقاتلين، وطلبت خولة أن تذهب معهم، فوافقوا على ذلك، ولحقوا بجنود الروم، حتى أدركوهم، وقتلوهم، وحرروا ضرار من أسره.

نبذة عن خولة بنت الأزور

خولة بنت الأزور هي شخصية عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين، اشتهرت بشجاعتها وبسالتها، ولدت في مكة المكرمة، وتوفيت في البلقاء في الأردن.


شارك المقالة: