قصة قصيدة أحن إذا رأيت جمال سعدى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أحن إذا رأيت جمال سعدى

أمّا عن مناسبة قصيدة “أحن إذا رأيت جمال سعدى” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان عمر بن أبي ربيعة يسير على بغلة في السوق، وبينما هو في مسيره رأى امرأة يقال لها ليلى بنت الحارث بن عوف المري، فأعجب بجمالها، ووقع حبها في قلبه، فسأل عنها وعن نسبها، فأخبروها بأنها سعدى بنت الحارث، فأخذ يقول فيها القصائد، وكان مما قال فيها:

أَحِنُّ إِذا رَأَيتُ جَمالَ سُعدى
وَأَبكي إِن رَأَيتُ لَها قَرينا

وَقَد أَفِدَ الرَحيلُ فَقُل لِسُعدى
لَعَمرُكِ خَبِّري ما تَأمُرينا

أَلا يا لَيلُ إِنَّ شِفاءَ نَفسي
نَوالُكِ إِن بَخِلتِ فَزَوِّدينا

وعندما أنشد هذه الأبيات سمعه رجل يقال له ابن أبي عتيق، فتوجه إلى ديار ليلى بنت الحارث، وكان قومها يقيمون في منطقة يقال لها الجناب، وهي في أرض فزارة، وعندما وصل إلى ديارها، توجه إلى بيتها وطلب مقابلتها، وعندما قابلها، أخبرها بما سمع من عمر بن أبي ربيعة من شعر عنها، وعندما سمعت الشعر الذي أنشده فيها عمر بن أبي ربيعة قالت لابن أبي عتيق: أوصل له عني بأن يتق الله.

نبذة عن عمر بن أبي ربيعة

هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، شاعر من شعراء قريش في العصر الأموي من قبيلة بني مخزوم، ولد في مكة المكرمة في عام ثلاثة وعشرون للهجرة، ولم يكن في زمنه رجل في قريش أفضل منه شعرًا.

كان أكثر ما قال من شعر في الغزل والنوادر، ومن كثر عشقه للفتيات لقب بالعاشق، فقد كان ينتظر حتى يأتي موسم الحج، فيترصد بالفتيات الجميلات القادمات من العراق والشام والمدينة المنورة، وكان يرتدي أفضل ما عنده من ملابس، ويتعطر بأفضل العطور، وإذا رأى إحداهن قال فيها ما قال من غزل، وكان من طبقة كل من الجرير والفرزدق والأخطل.

توفي عمر بن أبي ربيعة في عام ثلاثة وتسعون للهجرة في مكة المكرمة.


شارك المقالة: