قصة قصيدة أخفي الهوى ومدامعي تبديه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أخفي الهوى ومدامعي تبديه

أمّا عن مناسبة قصيدة “أخفي الهوى ومدامعي تبديه” فيروى بأنه كان يعيش في مصر شاعر سوري الأصل يسمى ابن الفارض، وكان هذا الشاعر متصوفًا، يهيم بحب الله تعالى، وفي يوم من الأيام رأى فتاة في أحد الشوارع القريبة من مسكنه، وتعلق قلبه في هواها، ولم يعرف من هي هذه الفتاة، فسأل عنها، ووجد بأنها تسكن في جواره، وبقي قلبه معلق في هذه الفتاة، ولكنه لم يخبر أحدًا عنه.

وبقي ابن الفارض يكتم حبه لهذه الفتاة حتى أصابه المرض بسبب ذلك، وكاد أن يموت بسبب هذا المرض، ولم يعرف أحد من أهل بيته سبب مرضه، وفي يوم دخلت إليه أمه، وأقسمت عليه بأن يخبرها عن السبب، فأخبرها عن الفتاة وحبه لها، وطلب منها أن تحضرها إليه لكي يراها قبل أن يموت، فخرجت أمه من البيت، وتوجهت إلى بيت الفتاة، وأخبرتها بمرض ابنها، وبأن سبب هذا المرض هو حبه لها، وطلبت منها أن تأتي معه لكي يستطيع رؤيتها قبل أن يموت، فوافقت الفتاة، وتوجهت مع أمه إلى بيته، ودخلت عليه، واقتربت منه، فأخذ ينشد قائلًا:

أُخفي الهوى ومدامعي تبديه
وأُميتُه وصبابتي تحييه

ومعذّبي حلو الشمائل أهيفٌ
قد جمعت كل المحاسن فيه

فكأنه بالحسن صورة يوسفٍ
وكأنني بالحزن مثل أبيه

وعندما سمعت الفتاة ما قال فيها من شعر، اقتربت منه أكثر، فاصطدمت بشمعة فوق رأسه، فسقطت هذه الشمعة على وجهه، وأحرقته له فأنشد قائلًا:

يا حارقاً بالنار وجه مُحبه
مهلاً فإن مدامعي تطفيه

أحرق بها جسدي وكل جوارحي
واحرص على قلبي فأنك فيه

إن أنكر العشاق فيك صبابتي
فأنا الهوى وابن الهوى وأبيه .

نبذة عن ابن الفارض

هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي، ولد في عام ألف ومائة وواحد وثمانون ميلادي في مدينة القاهرة في مصر، والده من مدينة حماة في سوريا، ولكنه هاجر إلى مصر قبل ولادته.

لقب ابن الفارض بسلطان العاشقين بسبب أشعاره التي كانت أغلبها في عشق الله، وهو واحد من أشهر الشعراء المتصوفين.


شارك المقالة: