قصة قصيدة أخي والله خير من أخيكم
إن الأخ هبة من الله عز وجل، وهو قطعة من القلب، هو الذي نلجأ إليه إذا ما قست علينا الدنيا، وهو الذي يحمينا، ويحمل عنا عبء الحياة وقسوتها، وما كان من شاعرنا زهير بن قيس عندما وصله خبر مقتل أخيه إلا أن قام بقتل رجل من أشرف رجال القبيلة التي قتلته.
أما عن مناسبة قصيدة “أخي والله خير من أخيكم” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام جماعة من قبيلة ذبيان بالإغارة على قبيلة عبس بن بغيض، فوقف لهم رجالها، وقاتلوهم، ولكنهم تمكنوا من الانتصار عليهم، وقاموا بقتل رجل منهم يقال له مالك بن زهير، وهو أخو الشاعر قيس بن زهير الذي كان من أشجع رجال العرب وأفتكهم في ذلك الزمان، فقد كانت هوازن تهابه وتخاف منه، فكانوا يحملون له في كل عام سمنًا وغنمًا ومالًا، ويأتونه بكل هذا، ويعطونه إياه في عكاظ.
وعندما وصل خبر مقتل مالك بن قيس إلى أخيه زهير بن قيس، خرج إلى قبيلة ذبيان، وقاتلهم، وقتل منهم رجلًا يقال له عوف، وكان يعلم بأن عوف هو البديل الوحيد ليبوء بدم أخيه مالك، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:
أَخي وَاللَهِ خَيرٌ مِن أَخيكُم
إِذا ما لَم يَجِد بَطَلُ مُقاما
يقول الشاعر في هذا البيت بأن أخيه مالك أفضل من عوف الذي قتله لقاء أخيه.
أَخي وَاللَهِ خَيرٌ مِن أَخيكُم
إِذا ما لَم يَجِد راعٍ مَساما
أَخي وَاللَهِ خَيرٌ مِن أَخيكُم
إِذا الخَفراتِ أَبدَينَ الخِداما
قَتَلتُ بِهِ أَخاكَ وَخَيرَ سَعدٍ
فَإِن حَرباً حُذيفَ وَإِن سَلاما
تَرُدُّ الحَربَ ثعلَبَةُ بنُ سَعدٍ
بِحَمدِ اللَهِ يَرعونَ البِهاما
وتغني مُرّةَ الأثرين عنا
عروجُ الشاءِ تتركُه قياما
وَكَيفَ تَقولُ صَبرُ بَني حَجانٍ
إِذا غَرِضوا وَلَم يَجِدوا مُقاما
وَلَولا آلُ مرة قَد رَأَيتُم
نَواصِيَهُنَّ يَنضونَ القَتاما
نبذة عن قيس بن زهير
هو أبو هند قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة، وهو سيد بني عبس وأميرهم، ورث السيادة عن أبيه الملك زهير بن جذيمة أحد سادات العرب. وهو أحد شعراء وفرسان عبس المعدودين في الجاهلية، أدرك الإسلام ولم يسلم.
الخلاصة من قصة القصيدة: قام بنو ذبيان بقتل مالك بن زهير أخو قيس بن زهير، وعندما وصل خبر مقتله إلى أخيه، خرج إليهم وقتل منهم رجلًا يقال له عوف، وهو في وجهة نظره الوحيد بينهم الجدير بأن يقتل لقاء أخيه.