قصة قصيدة أعنيك يا خير من تعنى بمؤتلف

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أعنيك يا خير من تعنى بمؤتلف

أمّا عن مناسبة قصيدة “أعنيك يا خير من تعنى بمؤتلف” فيروى بأنه عندما أصبح المأمون بن هارون الرشيد خليفة، لم يوافق إبراهيم بن المهدي على ذلك ورفض أن يبايعه على ذلك، وخرج إلى منطقة يقال لها الري، وعندما وصل إلى هنالك، ادعى الخلافة لنفسه، وأقام هنالك لما يزيد عن السنتين، وكان الخليفة المأمون في كل تلك الفترة ينتظر من أن يأتيه ويظهر له الطاعة وأن يبايعه على الخلافة، وعندما يئس من الانتظار، أمر جنوده أن يخرجوا ويبحثوا عن إبراهيم بن المهدي، حتى وجدوه، وأحضروه إلى مجلس الخليفة.

وعندما أدخلوه إلى مجلس الخليفة، قال له الخليفة: إني قد شاورت أهل العلم في أمرك، وأشاروا علي جميعًا بقتلك، ولكني وجدت بأن قدرك يفوق ذنبك، فعدلت عن قتلك للازم حرمتك، فقال له إبراهيم بن المهدي: يا أمير المؤمنين، إن من استشرتهم قد أشاروا عليك بما اعتادوا عليه في السياسة، ولكنك رفضت أن تطلب إلا من حيث ما اعتدت من العفو، فإن قررت أن تعاقبني فلك نظير، وإن قررت أن تعفو عني فلك نظير ذلك، ومن ثم أنشد قائلًا:

أعنيكَ يا خيرَ من تعنى بمؤتلفِ
من الثناءِ ائتلافَ الدر في النظمِ

أثني عليكَ بما جددتَ من نعم
وما شكرتك إن لم أثنِ بالنعمِ

البر بي منك وطا العذرَ عندك لي
دون اعتذاري فلم تعذل ولم تلم

وقام علمك بي فاحتج عنك لي
مقام شاهدِ عدلٍ غير متهمِ

رددت مالي ولم تمنن علي به
وقبل ردك ما لي قد حقنت دمي

تعفو بعدلٍ وتسطو إن سطوتَ به
فلا عدمناك من عافٍ ومنتقم

فبؤت منك وقد كافأتها بيدٍ
هي الحياتان من موتٍ ومن عدم

لئن جحدتك معروفاً مننت به
إني لفي اللؤم أحظى منك في الكرمِ

فلو بذلتُ دمي أبغي رضاك به
والمالَ حتى أسلَّ النعلَ من قدمي

ما كان ذاك سوى عاريةٍ رجعت
إليكَ لو لم تهبها كنتَ لم تلمِ

نبذة عن إبراهيم بن المهدي

بو إسحاق إبراهيم بن المهدي بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو أخو الخليفة هارون الرشيد، ولد في بغداد وتوفي فيها.


شارك المقالة: