قصة قصيدة أغيب وذو اللطائف لا يغيب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أغيب وذو اللطائف لا يغيب

أمّا عن مناسبة قصيدة “أغيب وذو اللطائف لا يغيب” فيروى بأن الشاعر عبد الرحيم البرعي قرر في يوم من الأيام قرر أن يحج إلى بيت الله الحرام، فجهز نفسه للحج، وخرج متوجهًا من اليمن صوب مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبينما هو في الحج كانت زوجته وابنائه لوحدهم في البيت الذي يقع في القرية التي يعيش بها في منطقة يقال لها تهامة، وهي منطقة تقع إلى الغرب من مدينة صنعاء.

وبينما هو في طريقه إلى مكة المكرمة تذكر بأن عائلته وحيدة من دون أحد يعيلهم، حيث أنه لم يكن يملك شيئًا يبقيه لهم؛ لكي يعيلوا أنفسهم به، فقام بكتابة قصيدة يناجي بها الله لعله يحفظهم له بينما هو في سفره هذا، وبعده وغيابه عنهم، فكانت كلماته تلح على الخالق بكامل التوسل والدعاء، من رجل قلبه يحبه ويطيعه ويتقيه، ورفع يديه إلى السماء، وأخذ ينشد قائلًا:

أغِيـبُ وذُو اللَّطَائـفِِ لَا يَغيـبُ
وأرجُوهُ رَجَـاءً لا يَخيـبُ

وأسْأَلُـهُ السَّلامَة َ مِـنْ زَمَـانٍ
بُلِيتُ بِـهِ نَوائِبُـهُ تُشِيبُ

وأُنْزِلُ حَاجَتي في كلِّ حَـالٍ
إلىٰ مَنْ تَطمَئِنُّ بـهِ القُلُـوبُ

وَلا أرجُو سِوَاهُ إذا دَهَاني
زَمَـانُ الجَـوْرِ والجَـارُ المُريـبُ

فَكَمْ لِلَّـهِ مِـنْ تَدبِيرِ أمْـرٍ
طَوَتْـهُ عَـنِ المُشَاهَدَةِ الغُيُـوبُ

وَكَـمْ في الغَيْبِ مِـنْ تَيْسِيرِ عُسْرٍ
ومِـنْ تَفْرِيجِ نَائِبَـةٍ تَنُـوبُ

ومِـنْ كَـرَمٍ ومِـنْ لُطـفٍ خَفيٍّ
ومِـنْ فَرَجٍ تَزُولُ بِـهِ الكـرُوبُ

وَمَاليَ غَيْـرُ بَـابِ اللَّـهِ بَـابٌ
وَلَا مَوْلىً سِوَاهُ وَلَا حَبِيـبُ

كَرِيـِمٌ مُنْعِـمٌ بَـرٌّ لَطِيفٌ
جَمِيلُ السِِّتْرِ لِلدَّاعِي مُجِيـبُ

حَلِيـمٌ لَا يُعَاجِلُ بِالخَطَايَـا
رَحِيمٌ غَيْثُ رَحمَتِهِ يَصُـوبُ

فَيَـا مَلِـكَ المُلُـوكِ أَقِـلْ عِثَارِي
فَإنِِّي عَنْكَ أنْأتْنِي الذُّنُـوبُ

نبذة عن الشاعر عبد الرحيم البرعي

هو عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني، وهو شاعر وأديب عربي يمني من العصر الرسولي، كان من المتصوفين، من سكان برع وهو جبل من جبال تهامة، التي تقع إلى الغرب من مدينة صنعاء عاصمة اليمن، وقد ولد وعاش في قرية من ذلك الجبل تدعى النيابتين، من آثاره ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية.


شارك المقالة: