قصة قصيدة أقبل الصبح يغني

اقرأ في هذا المقال


نصف لكم اليوم الصباح، وما له من أثر في قلوب الشعراء، وخاصة شاعرنا لهذا اليوم أبو القاسم الشابي.

من هو أبو القاسم الشابي؟

هو أبو القاسم الشابي، من شعراء العصر الحديث، ولد في قرية الشابية في تونس.

قصة قصيدة أقبل الصبح يغني

أما عن مناسبة قصيدة “أقبل الصبح يغني” فإن الصباح يتزين وخاصة في الروابي والحقول والتلال بكل ما تقدمه الطبيعة من مفاتن تسبح كما كافة المخلوقات بحمد الله، وتبعث هذه الحقول بعبق زهورها، وتغريد الطيور التي تحلق فيها، وحفيف الأشجار التي تحويها، وخرير السلسبيل من مياهها، فتبعث كل هذه البهجة وانشراح الصدور والسكينة في القلوب، فلا يفكر الواحد منا قبل أن يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله.

وتتغلغل هذه المشاعر العبقة الندية بسحرها في النفوس، فيأخذ صداها بالتردد بأجمل أبيات الشعر كما خرجت منلسان شاعرنا المرهف أبو قاسم الشابي، الذي تمثل بكافة هذه المشاعر في قصيدته الراعي التي وصف فيها هذه الحلة الجميلة عندما قال:

أَقْبَلَ الصُّبْحُ يُغنِّي
للحياةِ النَّاعِسَهْ

والرُّبى تَحلمُ في ظِلِّ
الغُصونِ المائِسَهْ

يصف الشاعر الصبح حينما يقبل، فيقول بأن الصبح قد أتى وأخذ يغني لهذه الحياة الكئيبة، فتأخذ الروابي تحلم من خلال ظل غصون أشجارها.

والصَّبا تُرْقِصُ أَوراقَ
الزُّهورِ اليابسَهْ

وتَهادى النُّورَ في
تِلْكَ الفِجاجِ الدَّامسَهْ

أَقبلَ الصُّبْحُ جميلاً
يملأُ الأُفْقَ بَهَاهْ

فتَمَطَّى الزَّهرُ والطَّيْرُ
وأَمواجُ المياهْ

قَدْ أَفاقَ العالم الحيُّ
وغَنَّى للحياهْ

فأَفيقي يا خِرافي
وهَلُمِّي يا شِياهْ

واتبعِيني يا شِياهي
بَيْنَ أَسرابِ الطُّيورْ

واملإِي الوادي ثُغاءً
ومِراحاً وحُبُورْ

وقال أيضًا:

وامْرَحي مَا شئتِ في الوديانِ
أَو فَوْقَ التِّلالْ

واربضي في ظلِّها الوارِفِ
إنْ خِفْتِ الكَلالْ

وامْضَغي الأَعشابَ والأَفكارَ
في صَمْتِ الظِّلالْ

واسمعي الرِّيحَ تُغَنِّي
في شَمَاريخِ الجِبَالْ

إنَّ في الغابِ أَزاهيراً
وأَعشاباً عِذابْ

يُنشِدُ النَّحْلُ حوالَيْها
أَهازيجاً طِرابْ

لمْ تُدَنِّسْ عِطرها الطَّاهرِ
أَنفاسَ الذِّئابْ

لا ولا طافَ بها الثَّعْلَبُ
في بعضِ الصِّحابْ

وشذاً حلواً وسِحْراً
وسَلاماً وظِلالْ

ونَسيماً ساحرَ الخطوَةِ
مَوْفُورَ الدَّلالْ

الخلاصة من قصة القصيدة: يتزين الصباح بأجمل ما تقدمه الطبيعة من مفاتن من خلال عبق أزهارها وتغريد طيورها وحفيف أشجارها، فتتغلغل المشاعر في نفس الناظر إليها، وتخرج منه أجمل الكلمات كما حصل مع أبي قاسم الشابي.


شارك المقالة: