نروي لكم اليوم شيئًا من تاريخ مدينة بخارى، وهي مدينة من مدن بلاد ما وراء النهرين.
من هو الحسين بن علي المروروذي؟
هو الحسين بن علي المروروذي، شاعر من شعراء العصر العباسي.
قصة قصيدة أقمنا في بخارى كارهينا
أما عن مناسبة قصيدة “أقمنا في بخارى كارهينا” فيروى بأن مدينة بخارى هي واحدة من أعظم المدن من مدن ما وراء النهر، وهي مدينة قديمة فيها أعداد كبيرة من البساتين، تحتوى شتى أنواع الفواكه، الخضرة فيها متصلة بخضرة السماء، تلوح القصور أمام الناظر إليها، فيها أراض وضياع مستوية كأنها مرآة، الأبنية فيها خشب، ويحيط بهذه القصور والأبنية سور، ولا يوجد ببلاد ما وراء النهر مدينة متشابكة كمدينة بخارى، ولا أكثر أهل منها، ويمر منها نهر الصغد الذي يغذي بساتينها وضياعها ومزارعها وطواحينها.
وكانت معاملة أهلها في أيام السامانية بالدرهم، فلم يكن أهلها يتعاملون بالدينار، وكانوا يسكون دراهمهم من الحديد والذهب والرصاص الأسود، وغيرها من المعادن الثمينة، وكانت تسمى الغطريفية، ولم يكن يجوز التعامل بها خارج المدينة ونواحيها، وكانوا يتعاملون بالإضافة لها بالدراهم المسيبية والمحمدية، وهي دراهم من ضرب الإسلام، وعلى الرغم من فضل هذه المدينة إلا أن الشعراء قد ذموها، ووصفوها بالقذارة والنجاسة، ومن ذلك قول الحسن بن علي المروروذي:
أقمنا في بخارى كارهينا
ونخرج إن خرجنا طائعينا
فأخرجنا إله الناس منها
فإن عدنا فإنا ظالمونا
يقول الشاعر في هذه الأبيات بأنه أقام في مدينة بخارى وهو مرغم على ذلك، وإن الله أخرجه منها، فإن عاد منها فسيكون من الظالمين.
ويروى بأنه عندما توفي زياد بن أبية في أيام معاوية بن أبي سفيان، وفد عبيد الله بن زياد إلى معاوية، فسأله معاوية عمن استخلف أباه، فأخبره عبيد الله أنه استخلف خالد بن أسيد على الكوفة، واستخلف سمرة بن جندب على البصرة، وسأله أن يستخلفه على إحدى هاتين المدينتين، فقال له معاوية: لو كان أباك قد استخلفك لاستخلفتك، فناشده عبيد الله أن يستخلفه، فاستخلفه على خراسان، وعندما سار إلى خراسان كان في بخارى امرأة وهي زوجة ملكها يقال لها خاتون، فبعثت إلى الأتراك تستعين بهم، فلقي الأتراك المسلمين، ولكن المسلمون تمكنوا من هزيمتهم، فبعثت إليهم خاتون تطلب الصلح، فصالحها عبيد الله، ودخل المدينة.
الخلاصة من قصة القصيدة: تعتبر مدينة بخارى واحدة من أعظم مدن ما وراء النهرين، وهي مدينة خضراء جميلة، فيها العديد من البساتين والحدائق والمزارع، وقد فتحها عبيد الله بن زياد.