نبذة عن عفراء العذرية:
هي عفراء بنت مهاصر بن مالك بن حزام بن ضبة بن عبد بن عُذرة، اشتهرت بحبها لابن عمها عروة بن حزام، رفض أبوها أن يزوجها منه، وزوجها من ابن عم لها يدعى أثالة بن سعيد بن مالك.
قصة قصيدة ألا أيها الركب المحثون ويحكم:
أما عن مناسبة قصيدة “ألا أيّها الركب المحثون ويحكم” فيروى بأن عفراء كان لها ابن عم يدعى عروة بن حزام، وقد كانت تحبه وهو يحبها، وفي يوم ذهب عروة إلى عمه وطلبها للزواج، فوعده عمه بأن يزوجها له، وطلب منه أن يخرج إلى الشام، ففعل وتوجه إلى هنالك، وبينما كان عروة في الشام، رأى رجل يدعى أثالة بن سعيد بن مالك عفراء ووقع في حبها، وطلبها للزواج من أبيها، فوافق عليه وزوجها منه، وعندما وصل خبر زواجهما إلى عروة، مرض مرضًا شديدًا، فأخبر أهله أنه في البلقاء هنالك أطباء يستطيعون علاجه، فذهب به أهله إلى هنالك، وبينما هو هنالك رأى العفراء فعادت إليه صحته.
وبينما كان عروة في البلقاء، جاء أحدهم إلى زوج العفراء وأخبره بأن عروة يقول الشعر في زوجته، ولكنّه عندما علم بذلك ولكون عروة من أبناء عمومته، ذهب إليه وأقسم عليه أن يبيت عنده في منزله، ووافقه عروة على ذلك، ولكنّه بعد أن غادر، قام عروة بجمع أشيائه، وخرج من المدينة.
وبعد أن غادر عروة البلقاء، رجع إلى أهله، وهنالك عاد إليه المرض، وبقي مريضًا لأيام طويلة، وأصبح نحيلًا، فقام أهله بأخذه إلى ابن العباس رضي الله عنه لكي يدعو له بالشفاء، وعندا أدخلوه إليه، حزن لحاله، وأخذ يدعو له ويسأل الله له الشفاء ويستعيذ به من الحب، وكان ذلك في عشية يوم عرفة، ومن بعد ذلك قام أهله بإرجاعه إلى منزله، وبقي هنالك طريح الفراش حتى توفي، وعندما وصل خبر وفاته إلى العفراء حزنت عليه حزنًا شديدًا، وذهبت إلى زوجها وترجته بأن يسمح لها بزيارة قبره، فسمح لها، فخرجت وأتت قبره، ووقفت فوق رأسه تبكي عليه، وتنشد قائلة:
ألا أيها الركب المحثون ويحكم
بحق نعيتم عروة بن حزام
فإن كان حقاً ما تقولون فاعلموا
بأن قد نعيتم بدر كل ظلام
فلا لقي الفتيان بعدك راحة
ولا رجعوا من غيبة بسلام
ولا وضعت أنثى تماماً بمثله
ولا فرحت من بعده بغلام
ولا بلغتم حيث وجهتم له
وغصتم لذات كل طعام
وسمع من كان هنالك صوت صراخ، فأتوها مسرعين ووجدوها ميتة، فقام أهلها بدفنها بجانب قبر عروة.