قصة قصيدة ألا إن هندا أصبحت منك محرما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا إن هندا أصبحت منك محرما

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا إن هندا أصبحت منك محرما” فيروى بأن عبد الله بن عجلان كان متزوجًا من امرأة يقال لها هند، وعاشا سوية سبع سنين، ولكنها لم تلد له، فأرغمه والده على أن يطلقها، فطلقها مرغمًا، ولكنه بقي يحبها، ولكنه بقي يحبها، وقال فيها الكثير من القصائد، ومنها قوله:

خَلِيليَّ زُورَا قبل شَحطِ النَّوَى هِندَ
وَلاَ تَأمَنَا مِن دَارِ ذِي لَطَفٍ بُعدا

ولاَ تَعجَلاَ لَم يَدرِ صَاحِبُ حَاجَةٍ
أَغَيًّا يُلاَقِي فِي التَّعَجُّلِ أَم رُشدَا

ومُرَّا عَلَيهَا بَارَكَ الله فِيكُم
وَإن لَم تَكُن هِندُ لِوَجهَيكَما قَصدَا

وَقُولاَ لَهَا لَيسَ الضَّلالُ أَجَازَنَا
ولَكنَّنَا جُزنَا لِنَلقَاكُمُ عَمدَا

غَداً يكثُرُ الباكُونَ مِنَّا وَمِنكُمُ
وتَزدَادُ دارِي مِن دِيَارِكُمُ بُعدا

وفيها قال أيضًا:

أَلاَ أَبلِغَا هِنداً سَلامِي وَإِن نَأَت
فَقَلبِي بِها مُذ شَطَّتِ الدَّارُ مُدنَفُ

وَلَم أَرَ هِنداً بَعدَ مَوقِفِ سَاعَةٍ
بِأَنعَمَ في أهلِ الدِّيَارِ تُطَوِّفُ

أَتَتَ بَينَ أَترَابٍ تمايَسُ إِذ مَشَت
دَبِيبَ القَطَا أَوهُنَّ مِنهُنَّ أَقطَفُ

يَبَاكِرنَ مِرآةً جَلِيًّا وَفَارَةً
ذَكِيًّا وبالأَيدِي مَدَاكٌ وَمِسوَفُ

أَشَارَت إلَينَا في حَيَاءٍ ورَاعَهَا
سَراةَ الضُّحَى مِنِّي عَلَى الحَيّ مَوقِفُ

وقالت تَبَاعَد يَا ابنَ عَمِّي فَإِنَّنِي
مُنيِتُ بِذِي صَولٍ يغارُ ويَعنُفُ

وفي يوم من الأيام الخروج إلى قوم هند، وعندما همّ بالخروج، أوقفه والده، ومنعه من المغادرة، خوفًا من أن يكون ابنه سببًا في العداوة بين القومين، وقال له: يا بني، انتظر حتى الشهر الحرام، وعندما يأتي سوف نجتمع مع قومها في عكاظ، وإن لم نجتمع هنالك، فسوف نجتمع في مكة المكرمة، ولكن عبد الله بقي مصرًا على الخروج، وأبوه يمنعه ويصبره، حتى جاء موسم الحج، فحج هو ووالده، وهنالك رأى زوجها، وكان زوجها يطوف بالبيت، وكان باديًا على ثوبه أثر يدها، فأخذ ينشد قائلًا:

ألاَ إِنَّ هِنداً أصبَحَت مِنكَ مَحرَمَا
وأَصبَحتَ مِن أَدنَى حُمُوَّتِها حَما

فأصبحتَ كالمقَمور جَفنَ سِلاحِه
يُقَلِّبُ بِالكَفَّينِ قَوساً وأَسهُمَا

ومن ثم عاد إلى والده، وأخبره بما رآه، ومن ثم سقط على الأرض مغشيًا عليه، فمات.

نبذة عن عبد الله بن عجلان

عبد الله بن العجلان بن عبد الأحب بن عامر النهدي، وهو من قوم قضاعة، شاعر من شعراء العصر الجاهلي.


شارك المقالة: