قصة قصيدة ألا سقني يا صاح خمرا فإنني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا سقني يا صاح خمرا فإنني

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا سقني يا صاح خمرا فإنني” فيروى بأن أبو محجن الثقفي كان يحب شرب الخمر، وكان مدمنًا عليه، وعندما أسلم بعد غزوة ثقيف، لم يترك شرب الخمر، وكان مما قاله في الخمر:

ألا سَقِّني يا صاحِ خمراً فإنّني
بما أنزلَ الرحمنُ في الخمرِ عالمُ

وجُد لي بها صِرفاً لأَزدادَ مَأثماً
ففي شُربها صِرفاً تتِمُّ المآثمُ

هي النّارُ إِلاَّ أنّني نلتُ لذةً
وقضَّيتُ أوطاري وإن لام لائمُ

وقال فيه أيضًا :

إذا مُتُّ فادفِنِّي إِلى جَنبِ كَرمَةٍ
تُرَوّي عظامي بعد موتي عُروقُها

ولا تَدفِنَنّي بالفلاةِ فإنّني
أخافُ إذا ما مُتُّ أن لا أذوقُها

وعندما وصل خبر ذلك إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمر بجلده، فأنشد قائلًا:

ألَم تَرَ أنّ الدهر يَعثُرُ بالفتى
ولا يستطيعُ المرءُ صَرفَ المقادِرِ

صَبرتُ فلم أجزَع ولم أكُ طائعاً
لحادثِ دَهرٍ في الحكومةِ جائرِ

وإنّي لذو صَبرٍ وقد ماتَ إخوَتي
ولستُ عن الصهباءِ يوماً بصابرِ

رَماها أميرُ المؤمنين بِحَتفِها
فخُلاَّنُها يبكونَ حولَ المعاصرِ

وعندما وصل خبر ما قال إلى الخليفة أمر بأن يتم نفيه إلى جزيرة في البحر، وقام ببعثه مع حراس إلى تلك الجزيرة، ولكنه تمكن من الفرار منهم في الطريق، وكانت معركة القادسية قائمة في ذلك الوقت، وعندما هرب، التحق بجيوش المسلمين هنالك.

وبينما هو مع جيوش المسلمين، عل سعد بن أبي وقاص بأمره، فأمر الرجال بإلقاء القبض عليه، ووضع الأغلال في قدميه، وكان أبو محجن فارسًا من الفرسان الذين لا يقبلون على أنفسهم الذل، فعلمت زوجة سعد بخبره، وأمرت بأن يفكوا له وثاقه، بعد أن قطع لها وعدًا بأن يقاتل مع جيوش المسلمين، ويعود قبل الليل إلى حجزه، ويضع الأغلال في قدميه، وخرج وقاتل مع المسلمين قتال الأبطال، وقبل أن يحل الظلام عاد إلى سجنه، وبينما هو في طريقه إلى السجن رأته امرأة، فظنت بأنه يهرب من الحرب، فأنشدت قائلة:

مَن فارسٌ كَرِهَ الطعان يعيرني
رمحًا إذا نزلوا بمرج الصُّفَّرِ

فأجابها قائلًا:

إنّ الكرامَ على الجياد مَقيلُهم
فذَري الجيادَ لأهلها وتَعَطَّري

وعندما وصل خبر شجاعته في القتال مع المسلمين، أمر بأن يطلقوا سراحه.

نبذة عن أبي محجن الثقفي

أبو محجن مالك بن حبيب الثقفي، شاعرًا من شعراء العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، ولد في الطائف، كان فارسًا شجاعًا.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: