قصة قصيدة ألا يا أيه الملك الذي قد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا يا أيه الملك الذي قد

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا يا أيه الملك الذي قد” فيروى بأن فاطمة بنت عبد الملك بن مروان دخلت إلى مجلس زوجها عمر بن عبد العزيز، وكانت تريد أن تبارك له بالخلافة، ولكن الخليفة لم يقابلها بالفرح، بل خيرها بين أمرين، وهما إما أن تبقى معه ولا يوجد عنده وقت لها، وإما أن تعود إلى بيت أهلها، فاختارت فاطمة أن تبقى معه، وهي تبكي حبًا وتعلقًا به، ، ومن ثم نظر الخليفة إلى ما عندها من ملابس، وقال لها: إنها ليست لك، فعليك أن تعيديها إلى بيت مال المسلمين، فإني لا أعرف هل هي حلال أم حرام، فبعثت بما عندها من ملابس إلى بيت مال المسلمين.

وكانت قد مرت على فاطمة أيام لا تجد فيها ما يغطيها من برد الشتاء في مدينة دمشق، كما مرت عليها أيامًا وأحشائها تصرخ من شدة الجوع، فكانت تدعو الله قائلة: اللهم باعد بيننا وبين الخلافة كما باعدت بين المشرقين، فإنا لم نر الفرح منذ أن أصبح زوجي خليفة، وفي يوم أتاها أحد الخدم، وطلب منها طعامًا، فقامت بإعطائه عدسًا، فقال لها: أوكل يوم من هذا؟، فقالت له: إن هذا طعام أمير المؤمنين.

وفي يوم دخلت عليها امرأة فرأتها ترتدي حلة رثة، فقالت لها: يا مولاتي إن المرأة تتزين لزوجها، فقالت لها: وهل تتزين المرأة لزوجها بما يحب أم بما لا يحب؟، فقالت لها: بما يحب، فقالت لها: إنه يحب هذا.

ويروى بأن الخليفة كان قد انشغل عنها انشغالًا شديدًا، ولم تره لأيام عديدة، فبعثت إليه بكتاب، كتبت له فيه:

ألا يا أيّه الملك الذي قد
سبا عقلي وهام به فؤادي

أراك وسعت كل الناس عدلًا
وجُرت عليَّ من بين العباد

أعطيت الرّعية كل فضل
وما أعطيتني غير السُّهاد

وعندما أتى الكتاب إلى الخليفة، وقرأ ما فيه، توجه إلى زوجته، واعتذر منها.

نبذة عن فاطمة بنت عبد الملك

فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، كان أبوها عبد الملك أمير المؤمنين تزوجت بابن عمها عمر بن عبد العزيز بن مروان.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: