قصة قصيدة "ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد"

اقرأ في هذا المقال


مناسبة القصيدة

كان أهل نجد إذا خرجوا منها اشتاقوا إليها، واشتاقوا إلى ما يسمى بريح نجد، فهي ريح لا يجدون مثلها في أي مكان آخر، وكان الشعراء النجديون إذا خرجوا من نجد ينشدون القصائد في تلك الريح، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا ابن دمينة.

أما عن مناسبة قصيدة “ألا يا صبا نجد متى هجت من نجـد” فيروى بأن كان إذا سمع شيئًا أعجب به ذهب إلى رجل يقال له إسحاق بن إسماعيل وأخبره به، وكان إسحاق بن إسماعيل يفعل الماثل، وفي يوم من الأيام خرج العباس بن الأحنف من بيته، وتوجه إلى بيت إسحاق بن إسماعيل، وطرق عليه الباب، فخرج إليه إسحاق، وأدخله إلى مجلس بيته، وجلس الاثنان، وبينما هما جالسان أخذ العباس بن الأحنف ينشد شعر ابن دمينة قائلًا:

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجـد
فقد زادني مسراك وجداً على وجد

يتساءل الشاعر في هذا البيت عن ريح نجد، ويقول متى هبت نسائمك من جهة نجد، وما زاده الشعور بريح نجد إلا شغف فوق الشغف الموجود عنده.

أإن هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فنن غض النبات من الرنـد

بكيت كما يبكي الحـزين صـبـابة
وذبت من الشوق المبرح والصـد

بكيت كما يبكي الوليد، ولم تـكـن
جزوعاً وأبديت الذي لم تكن تبـدي

وقد زعموا أن المـحـب إذا دنـا
يمل وأن النأي يشفى من الـوجـد

بكل تداوينا فلـم يشـف مـا بـنـا
على أن قرب الدار خير من البعد

ولكن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود

ثم أخذ يترنح لفترة من الزمن، ومن ثم ترجح فترة أخرى، ثم قال لإسحاق: أضرب هذا العمود برأسي من حسن هذا الكلام؟ فقال له إسحاق: لا، ارفق بنفسك.

نبذة عن ابن دمينة

عبد الله بن عبيد الله ابن الدمينة الأكلبي، وهو شاعر من شعراء العصر الأموي، كان جميل الوجه، فصيح اللسان، شديد الغيرة، من شعراء الغزل العفيف العذري.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان العباس بن الأحنف إذا سمع شيئًا أعجبه أخبر إسحاق بن إسماعيل به، وفي يوم سمع شعرًا لابن دمينة، فخرج على وجه السرعة، ليخبر إسحاق به.


شارك المقالة: