قصة قصيدة ألمم بسلمى قبل أن تظعنا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألمم بسلمى قبل أن تظعنا

كان العرب يفخرون بشجاعتهم وفروسيتهم، ومن أشهر شجعان العرب عنترة بن شداد، الذي فخر بشجاعته، ومن شجعان العرب أيضًا شاعرنا عمرو بن معد يكرب الذي كان من أشجع العرب، ولذا ما كان من إلا أن يفخر بشجاعته.

أما عن مناسبة قصيدة “ألمم بسلمى قبل أن تظعنا” فيروى بأن عمرو بن معد يكرب كان رجلًا طويل القامة، وكان جسمه ضخمًا، ويمتلك قوة لا يمتلكها معظم الرجال في زمانه، حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حينما رآه: الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرو، وكان يحب الأكل، فقد كان شرهًا في تناوله الطعام، ويروى بأنه عندما قامت قبيلة خثعم اليمنية بمهاجمة قبيلته، ووصل خبر ذلك إليه، دخل إلى أخته، وقال لها: أطعميني فإن غدًا في قتال، فقامت وأعدت له الثريد، وذبحت له شاة، فقام بكل ذلك الطعام لوحده، وعندما بدأ القتال رمى بنفسه بين جيوش خثعم، ومن خلفه فرسان قومه، فتمكن هو وقومه من الانتصار على جنود خثعم، وكان كثيرًا ما يفخر بنفسه، ومما قال مفتخرًا:

أَلمِم بِسلمى قبل أَن تَظعَنا
إِنَّ بنا من حُبِّها دَيدَنَا

كأَنَّ سلمى ظَبيةٌ مُطفِلٌ
تَرعى حِقافَ الرَّمل من أَرزَنا

تَنشُرُ وَحفاً مُسبَكِرّاً على
لَبَّاتِها أَسوَدَ مُغدَودِنا

قد علمت سلمى وجاراتُها
ما قَطَّرَ الفارسَ إِلَّا أَنا

يفخر الشاعر بنفسه في هذا البيت ويقول بأن محبوبته وجاراتها يعلمن بأنه لا يوجد مثيل له في الشجاعة والفروسية.

شَكَكتُ بالرُمحِ حَيَازِيمَهُ
والخيلُ تَعدو زِيَماً بَينَنا

ومع قوته وشجاعته إلا أنه كان يحترم فرسان العرب الذين الآخرين، ومما قال في خبر ذلك: لو أني سرت في جميع أحياء العرب، ما خفت أن يغلبني أحد من رجالهم، سوى العبدين والحرين، وأما العبدين فهما عنترة بن شداد، والسليك بن السلكة، وأما الحرين فهما دريد بن الصمة وربيعة بن مكدم.

وكتن عنده سيفًا يدعوه الصمامة، وقد توارثه العرب جيلًا من بعد جيل حتى وصل إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد، وتوفي عمرو بن معد يكرب في معركة نهاوند، حيث بعث الخليفة عمر بن الخطاب إلى قائد الجند وقتها بأن يستشير عمرو بن معد يكرب، فقاتل عمرو في هذه المعركة قتالًا شديدًا، حتى كثرت الجراح في جسمه، وظفر في الشهادة.

نبذة عن عمرو بن معد يكرب

أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي، وهو أحد صحابة محمد صلى الله عليه و سلم. ارتد عن الإسلام بعد أن توفي الرسول، ولكنه عاد وأسلم، وهو شاعر وفارس اشتهر بالشجاعة والفروسية، وقد شارك في معارك الفتح الإسلامي في عهد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب في الشام والعراق وشهد معركة اليرموك والقادسية.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان عمرو بن معد يكرب من شجعان العرب، ولكنه على الرغم من قوته وشجاعته فقد كان يحترم الفرسان الآخرين، وقد اشترك في العديد من الحروب، ومنها معركة نهاوند التي ظفر فيها في الشهادة في سبيل الله.


شارك المقالة: