قصة قصيدة أماطت كساء الخز عن حر وجهها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أماطت كساء الخز عن حر وجهها

أمّا عن مناسبة قصيدة “أماطت كساء الخز عن حر وجهها” فيروى بأن رجلًا يقال له عبد الله بن عمر العمري خرج في يوم من الأيام صوب مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وعندما وصل إلى مكة المكرمة، وبدأ يؤدي مناسك الحج، ووصل إلى رمي الجمار، رأى امرأة واقفة، ووجهها مكشوف، وكانت تتكلم بكلام جميل، ففتن من كان حاضرًا بجمالها وكلامها، وألهتم عن عبادتهم.

وعندها توجه عبد الله العمري إلى هذه الامرأة، ورد عليها السلام، فردت عليه سلامه، فقال لها: يا أمة الله، إنك بمشعر من شعائر الله الحرام، وإنك قد فتنت الناس من حولك، وشغلتهم عن أداء فريضة الحج، فعليك بأن تتقي الله وتستتري، فإن الله عز وجل قال في كتابه العزيز: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، فقالت له المرأة: إنني ممن قال فيهم الحارث المخزومي:

أَماطَت كِساءَ الخَزِّ عَن حُرِّ وَجهِها
وَأَرخَت عَلى المتنَينِ بُرداً مُهَلهَلا

مِنَ اللّائي لَم يَحجِجنَ يَبغينَ حِسبَةً
وَلَكِن لِيَقتُلنَ البَريءَ المُغَفَّلا

فقال عبد الله العري لمن كان معه: تعالوا معي ندع الله لهذه المرأة صاحبة الصورة الحسنة أن لا يدخلها إلى النار، ولا يعذبها، ومن ثم أخذ عبد الله يدعو الله ومن معه يؤمنون، ووصل خبر ذلك إلى سعيد بن المسيب، وهو أحد فقهاء المدينة المنورة السبعة، فقال: ما أرقكم يا أهل الحجاز، وأظرف حديثكم، فوالله لو أن من أتى هذه المرأة، وتحدث إليها، كان من أهل العراق، لقال لها في وجهها: اغربي عن وجهي، عليك لعنة الله.

نبذة عن الحارث المخزومي

هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، شاعر من شعراء قريش، اشتهر بشعر الغزل، وهو من أهل مكة، ولد ونشأ في أواخر أيام عمر بن أبي ربيعة، لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء.

كان الحارث يعشق فتاة يقال لها عائشة بنت طلحة ويقول الشعر بها، وله معها الكثير من الأخبار، ولاه يزيد بن معاوية إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد الله بن الزبير، فاختبأ الحارث خوفًا منه، ثم رحل إلى دمشق وحاول أن يتقرب من الخليفة عبد الملك بن مروان، ولكنه لم ير عنده ما يحب، فعاد إلى مكة، وتوفي بها.


شارك المقالة: