قصة قصيدة أمّا و قد خيمت وسط الغاب
أمّا عن مناسبة قصيدة “امّا و قد خيمت وسط الغاب” فيروى بأن عائلة المغربي كانوا مستمرين في المحاولة في الإيقاع بمنصور بن عبدون المسؤول عن الدواوين في مصر، فقد كانوا يحاولون أن يفسدوا رأي الحاكم به، وكان هو الآخر يحاول أن يقنع الحاكم بأنهم يتحركون ضده، ويغريه بهم، وحمله على أن يقوم بقتلهم، فأمر بإحضار أبا القاسم الحسين بن علي المغربي، وإحضار أخويه محمد وعلي، فأحضروهم ووضعوهم في السجن، وبعد ثلاثة أيام من سجنهم، تم قتل كلًا من محمد وعلي، وأما الحسين فقد تمكن من الهروب والاختباء، فقد هرب مع بعض العرب، ودخل على حسان بن المفرج بن دغفل، واستجار به فأجاره، وعندما دخل إليه، أنشده قائلًا:
أمّا و قد خيّمت وسط الغاب
فليقسونّ على الزمان عتابي
يترنّم الفولاذ دون مخيّمي
و تزعزع الخرصان دون قبابي
و اذا بنيت على الثنيّة خيمة
شدّت إلى كسر القنا اطنابي
تقوم دوني فتية من طيء
لم تلتبس أثوابهم بالعاب
يتناثرون على الصّريخ كأنّهم
يدعون نحو غنائم و نهاب
من كل أهرت يرتمي حملاقه
بالجمر يوم تسايف و ضراب
يهديهم حسّان يحمل بزّه
جرداء تعليه جناح عقاب
يجري الحياء على أسرة وجهه
جري الفرند بصارم قضّاب
كرم يشق على التلاد و عزمة
تغتال بادرة الهزبر الضّابي
و لقد نظرت إليك يا ابن مفرج
في منظر ملء الزمان عجاب
و الموت ملتفّ الذوائب بالقنا
و الحرب سافرة بغير نقاب
وعندما سمع حسان ما أنشد الحسين، هش قلبه لها، ووعده بأنه سوف يكون له مجيرًا.
نبذة عن أبو قاسم المغربي
هو أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن محمد ويسمى أيضا الوزير المغربي، ولد في عام تسعمائة وواحد وثمانون ميلادي في مدينة حلب في سوريا، وهو أديب وكاتب وشاعر ولغوي، سمي بالمغربي نسبة إلى جده الذي كانت له ولاية في الجانب الغربي من مدينة بغداد، فسمي مغربي، وبهذا سمي جميع أبنائه.
توفي أبو قاسم المغربي في عام ألف وسبعة وعشرون ميلادي.