قصة قصيدة أنا مشتاق إلى رؤيتكم

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم شيئًا من خبر ابن أبي الدنيا.

قصة قصيدة أنا مشتاق إلى رؤيتكم

أما عن مناسبة “أنا مشتاق إلى رؤيتكم” لابن أبي الدنيا فيروى بأن أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي كان حافظًا مصنفًا في كل فن، اشتهر بكثرة كتبه النافعة الشائعة، وهي تزيد عن المائة مصنف، حتى أنه قيل بأنها تقارب الثلاثمائة مصنف.

وقد سمع أبو بكر عن العديد من العلماء ومنهم إبراهيم بن المنذر الخزامي، وخالد بم خراش، وهلي بن الجعد، وغيرهم العديد، وكان مؤدب الخليفة المعتضد بالله، ومن ثم ابنه علي الملقب بالمكتفي بالله، وكان الخليفة المعتضد يعطيه في كل يوم خمسة عشر دينارًا، ومن صفاته أن كان صدوقًا حافظًا جوادًا كريمًا ذا مروءة، ولكن مما أعابه أنه كان قد روى عن رجلة يقال له محمد البلخي، وكان محمد هذا كذابًا، فكان يضع للأعلام إسنادًا وللكلام إسنادًا، وكان يروي أحاديثًا منكرة.

ومن شعره أنه وعد أصدقاء له بأن يخرج معهم في يوم من الأيام، ولكن المطر حال بينه وبينهم في ذلك اليوم، فكتب إليهم كتابًا، وكتب لهم فيه أبياتًا من الشعر قال فيها:

أنا مشتاق إلى رؤيتكم
يا أخلائي وسمعي والبصر

كيف أنساكم وقلبي عندكم
حال فيما بيننا هذا المطر

يخاطب الشاعر أصحابه في هذه الأبيات ويقول لهم بأنه مشتاق إلى رؤيتهم، فهم له السمع والبصر، ومن ثم يقول لهم: كيف أقدر على نسيانكم وقلبي بين أيديكم، ولكن هذ المطر كان حائلًا بيني وبينكم.

توفي أبا بكر بن أبي الدنيا في مدينة بغداد في العراق في عام  مائتان وواحد وثمانون للهجرة عن عمر يناهز السبعين سنة، وصلى عليه القاضي يوسف بن يعقوب، ودفن في منطقة الشونيزية في مدينة بغداد.

المصدر: كتاب "الإخوان" تأليف ابن أبي الدنياكتاب "السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي" تأليف عبد الشافي محمد عبد اللطيف كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير


شارك المقالة: