قصة قصيدة أنيخها ما بدا لي ثم أبعثها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أنيخها ما بدا لي ثم أبعثها

أمّا عن مناسبة قصيدة “أنيخها ما بدا لي ثم أبعثها” فيروى بأنه في يوم من الأيام قرر الخليفة عبد الملك بن مروان أن يجمع بين كل من الجرير بن عطية والفرزدق همام بن غالب، وأن يعمل بينهما ما يشبه المسابقة، وأخذ يفكر بما ستكون عليه هذه المسابقة، حتى اهتدى على المسابقة المناسبة لهما.

وفي اليوم التالي بعث الخليفة في طلب الشاعرين، وعندما أتى كلا الشاعرين، ودخلا إلى مجلس الخليفة، وسلما عليهما، رد عليهما الخليفة السلام، وطلب منهما أن يخرجا معه إلى خارج القصر، فخرج ثلاثتهم، وأمر الخليفة بإحضار ناقة، وعندما أحضروا له الناقة، أمر بأن يوقروا الك الناقة، فوقروها، وعندها قال للشاعرين: من كان قادرًا منكما على أن يوقف الناقة ببيت من الشعر، فهي له، ففكر كلاهما ببيت من الشعر، وكان أول من اهتدى إلى البيت هو الفرزدق، فوقف وأخذ ينشد قائلًا:

أُنيخُها ما بدا لي ثمَّ أبعثها
كأنها نقنقٌ يهوى بصحراءِ

ولكن الناقة لم تقف، فوقف جرير وأخذ ينشد قائلًا:

أُنيخُها ما بدا لي ثمَّ أبعثها
ترخي المشافر واللحيين إرخاءُ

وفي آخر البيت قام بزجر الناقة، فوقفت، فابتسم أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وأمر له بها، فدفعت إليه.

وفي يوم اجتمع الشاعران، فأخذ جرير ينشد قائلًا:

أنا القطران والشعراء جربى
وفي القطران للجرب الشفاءُ

فأخذ الفرزدق ينشد قائلًا:

فإن تكُ أنت قطراناً فإنِّي
أنا الطّاعون ليس له دواءُ

فأخذ الجرير ينشد قائلًا:

أنا الموت الَّذي لا بدَّ منه
وليس لهارب منه نجاءُ

نبذة عن الجرير بن عطية

هو أبو حزرة جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الكلبي اليربوعي التميمي، وهو شاعر من شعراء العصر الأموي، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية.

هو واحد من أشهر شعراء العرب في فن الهجاء، وكان بالإضافة للهجاء بارعًا أيضًا في المدح.


شارك المقالة: