قصة قصيدة أهاجك من سعداك مغنى المعاهد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أهاجك من سعداك مغنى المعاهد:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أهاجك من سعداك مغنى المعاهد” فيروى بأن ملك الحيرة النعمان بن المنذر في يوم من الأيام غضب غضبًا شديدًا من النابغة الذبياني، ولكن غضبه لم يكن بسبب شيء فعله النابغة الذبياني، حيث أنه لم يفعل شيئًا يستحق عليه كل هذا الغضب، ولكن المقربون من الملك أخذوا يدسون له الأخبار الكاذبة عن النابغة، لكي تشتعل بينهما الخلافات، كرهًا منهم للنابغة، وغيرة منه.

وبسبب كل ذلك قام الملك بتهديد النابغة، وهدر دمه، ووضع الكثير من الأموال لمن يستطع أن يأتيه به، حيًا كان أم ميتًا، فهرب النابغة الذبياني، وينما هو مختبئ خائف على حياته، أخذ يكتب قصائد الاعتذار للنعمان، وكان مما كتبه له، قوله:

أَهاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ
بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَساوِدِ

تَعاوَرَها الأَرواحُ يَنسِفنَ تُربَها
وَكُلُّ مُلِثٍّ ذي أَهاضيبَ راعِدِ

بِها كُلُّ ذَيّالٍ وَخَنساءَ تَرعَوي
إِلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ فارِدِ

عَهِدتُ بِها سُعدى وَسُعدى غَريرَةٌ
عَروبٌ تَهادى في جَوارٍ خَرائِدِ

لَعَمري لَنِعمَ الحَيِّ صَبَّحَ سِربَنا
وَأَبياتَنا يَوماً بِذاتِ المَراوِدِ

يَقودُهُمُ النُعمانُ مِنهُ بِمُحصَفٍ
وَكَيدٍ يَغُمُّ الخارِجِيَّ مُناجِدِ

وَشيمَةِ لا وانٍ وَلا واهِنِ القُوى
وَجَدٍّ إِذا خابَ المُفيدونَ صاعِدِ

فَآبَ بِأَبكارٍ وَعونٍ عَقائِلٍ
أَوانِسَ يَحميها اِمرُؤٌ غَيرُ زاهِدِ

وقال فيه أيضًا:

تَخُبُّ إِلى النُعمانِ حَتّى تَنالَهُ
فِدىً لَكَ مِن رَبٍّ طَريفي وَتالِدي

فَسَكَّنتَ نَفسي بَعدَما طارَ روحُها
وَأَلبَستَني نُعمى وَلَستُ بِشاهِدِ

وَكُنتُ اِمرَأً لا أَمدَحُ الدَهرَ سوقَةٍ
فَلَستُ عَلى خَيرٍ أَتاكَ بِحاسِدِ

سَبَقتَ الرِجالَ الباهِشينَ إِلى العُلى
كَسَبقِ الجَوادِ اِصطادَ قَبلَ الطَوارِدِ

عَلَوتَ مَعَدّاً نائِلاً وَنِكايَةً
فَأَنتَ لِغَيثِ الحَمدِ أَوَّلُ رائِدِ

نبذة عن النابغة الذبياني:

هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، لقب بالنابغة لأنه بغ في الشعر، وأتقنه، ولد في تسعة وثمانون قبل الهجرة في ديار غطفان، اتصل بملك الحيرة النعمان بن المنذر، وهو أحد أصحاب المعلقات السبعة عند العرب.

توفي في عام ثمانية عشر قبل الهجرة في نجد في شبه الجزيرة العربية.


شارك المقالة: