قصة قصيدة أهدت لك العنبر في جوفه
هنالك أذكياء يفهمون ما لا يستطيع غيرهم فهمه، وهذه حالة شاعرتنا لهذه القصة التي استطاعت أن تفهم رسالة بعثت إلى أبيها الذي لم يستطع فهمها.
أما عن مناسبة قصيدة “أهدت لك العنبر في جوفه” فيروى بأن رجلًا يقال له الوزير المزدقاني خرج في يوم من الأيام من منزله، وأخذ يتنزه في بساتين المدينة، ومر من عند قصر صغير في بستان، فرأى جارية بجانب هذا القصر، وكانت هذه الجارية تتناول الطعام، وكانت ذات وجه جميل، وكمال لا يوجد له مثيل، فلا يستطيع أحد وصف جمالها من شدته، وعندما نظر إليها ذهب عقله، وطار قلبه، فخرج من البستان، وتوجه عائدًا إلى إلى منزله، وفي اليوم التالي أرسل إليها هدية نفيسة مع امرأة كبيرة في العمر كانت تعما على خدمته، وكانت هذه الجارية عزباء.
وكتب إليها مع الهدية كتاب، وفي هذا الكتاب عرض عليها أن يزورها في قصرها، وعندما أتتها العجوز، وأعطتها الهدية والكتاب، وعندما قرأت الكتاب، قبلت الهدية ومن ثم بعثت إليه مع العجوز عنبرًا وضعت فيه زر ذهب، وربطته على منديل، وقالت للعجوز: إن هذا جوابي لمن أرسلك، وعندما عادت العجوز إليه، وأعطيته كل ذلك، ورآه لم يفهم ماذا يعني، واحتار في أمره، وكان عنده غلام صغير في العمر اسمه أحمد، وعندما رأى هذا الغلام أباه وهو محتار في أمره، جلس معه، وقال له: يا أبي أنا أعلم ماذا تعني هذه الرسالة، فقال له: وماذا تعني لله درك، فأخذ ينشد قائل:
أهدت لك العنبر في جوفه
زر من التبر خفي اللحام
فالزر والعنبر معناهما
زر هكذا مختفيا في الظلام
يخبر أحمد أباه في هذين البيتين بمعنى ما بعثت له الجارية، ويقول له بأن معناها: أن يزورها متخفيًا في الليل.
فتعجب الوزير من فطنة وذكاء ابنه، واستحسن ما قال له.
نبذة عن أحمد بن الوزير المزدقاني
هو أحمد بن الوزير كمال الدين أبو علي المزدقاني، شاعر من شعراء العصر العباسي، نشأ في مدينة دمشق في سوريا.
الخلاصة من قصة القصيدة: رأى الوزير المزدقاني في يوم جارية فأعجب بها، وبعث إليها بهدية، بعثت له عنبرًا فيه زر ذهب، مربوط بمنديل، فلم يعلم معناها، فأخبره ابنه بمعناها في أبيات من الشعر.
