قصة قصيدة أيا نفس ويحك جاء المشيب

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر العلامة ابن عساكر، كصفاته وعلمه، بالإضافة إلى ترحاله في طلب العلم.

من هو ابن عساكر؟

هو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي، إمام وعلامة من علماء العصر العباسي، من أهل دمشق.

قصة قصيدة أيا نفس ويحك جاء المشيب

أما عن مناسبة قصيدة “أيا نفس ويحك جاء المشيب” فيروى بأن أبا القاسم علي بن الحسن بن عساكر وهو من أهل دمشق قد كان رجلًا صاحب علم غزير، وفضل كبير، وقد كان حافظًا متقنًا ثقة دينًا حسن السمعة، وهو الذي جمع بين معرفة المتون والأسانيد في الحديث الشريف، رحل عن الشام مدة طويلة من الزمان في طلب علم الحديث، ومن المدن التي ارتحل إليها طلبًا للعلن بغداد وخراسان وأذربيجان ونيسابور، وبعد أن عاد إلى دمشق كان قد أصبح كبيرًا في العمر، وقد غزا الشيب رأسه، فأنشد في خبر لك قائلًا:

أيا نفس ويحك جاء المشيب
فما ذا التصابي وما ذا الغزل

يشعر الشاعر بالحزن بسبب تقدمه في العمر، ويقول بأن الشيب قد أتى، ويتذكر أيام الصبا وما كان فيها من تصابي وغزل.

تولى شبابي كأن لم يكن
وجاء المشيب كأن لم يزل

كأني بنفسي على غرة
وخطب المنون بها قد نزل

فيا ليت شعري ممن أكون
وما قدر الله لي في الأزل

وعندما توفي رثاه فتيان الشاغوري بقصيدة قال فيها:

أَيُّ رُكنٍ وَهى مِنَ العُلَماءِ
أَيُّ نَجمٍ هَوى مِنَ العَلياءِ

إِنَّ رُزءَ الإِسلامِ بِالحافِظِ العالِمِ
أَمسى مِن أَعظَم الأَرزاءِ

أَقفَرَت بَعدَهُ رُبوعُ الأَحاديثِ
وَأَقوت مَعالِمُ الأَنباءِ

أَيُّها المُبتَغي لَهُ الدَهرَ مِثلاً
أَتُرَجّي تعانق العَنقاءِ

كانَ ناديهِ كَالرِياضِ إِذا ما
ضَحِكَ النَورُ عَن بُكا الأَنداءِ

كانَ حَبراً يَقري مَسامِعَنا مِن
أَسوَدِ الحِبرِ أَبيَضَ الآراءِ

كانَ بَحراً مَن عامَ فيهِ حَباهُ
بِاللآلي الأَنيقَةِ اللآلاءِ

كانَ مِن أَعلَمِ الأَنامِ بِأَسماءِ
رِجالِ الحَديثِ وَالعُلَماءِ

فَهيَ مِن بَعدُ في المَهارِقِ كَالأفعالِ
إِذ عُرِّيَت مِنَ الأَسماءِ

كانَ مِن وَصمَةِ التَغَيُّرِ وَالتَّصحيفِ
أَمناً لِخابِطِ العَشواءِ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان ابن عساكر عالمًا بالحديث من حيث متونه وأسانيده، وكان صاحب علم وفضل، وكان ثقة صالحًا دينًا حسن السمعة، وقد انتقل ابن عساكر بين العديد من المدن طلبًا للعلم.


شارك المقالة: