عباس محمود العقاد هو أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري، وهو صاحب قصيدة أين في المحفل مي يا صحاب.
قصة قصيدة أين في المحفل مي يا صحاب
أما عن مناسبة قصيدة “أين في المحفل مي يا صحاب” فيروى بأن مي زيادة ولدت في عام ألف وثمانمائة وستة وثمانون ميلادي، وكانت لها مسيرة حافلة، ساهمت في تغيير صورة الامرأة العربية في عيون العالم، وأوجدت لها صورة جديدة، صورتها في كتاب لها اسمه بين الجزر والمد، ولدت في الناصرة، أبوها من لبنان، وأمها من فلسطين، وعاشت في مصر، ودرست بها، فقالت عن نفسها بأنها ولدت في دولة، وأبوها من دولة، وأمها من دولة، وهي تعيش في دولة، وأشباح نفسها تنتقل من دولة إلى دولة.
ابتدأت الكتابة تحت اسم مستعار، وهو عايدة، ومن ثم غيرته لكي يصبح الآنسة مي، ومن ثم أعطاها رجل يقال له إدريس بك، جريدة كاملة مع مطبعتها، فوضعت أباها رئيسًا للتحرير، وابتدأت تنشر مقالاتها في هذا الجريدة، ومن ثم اتصلت بجبران خليل جبران، وأصبحا يتراسلان لما يزيد عن العشرين عامًا، وكان يسميها في رسائله مريم.
كانت بداية شهرتها في مهرجان تكريم خليل مطران، حيث ألقت فيه كلمتان، وأبدعت فيهما، فقام رئيس الحفلة وهنأها، ومن بعدها افتتحت صالونًا أدبيًا، كان يزوره كبار الأدباء في مصر، من أمثال طه حسين، وخليل مطران، وعباس محمود العقاد، الذي رثاها بقصيدة رائعة عندما توفيت، قائلًا:
أين في المحفل “مي” يا صحابْ ؟
عودتنا ها هنا فصل الخطاب
عرشها المنبر مرفوع الجناب
مستجيب حين يُدعى مستجاب
أين في المحفل “مي” يا صحاب ؟
سائلوا النخبة من رهط النديّ
أين ميَ ؟ هل علمتم أين الندى مي ؟
الحديث الحلو واللحن الشجي
والجبين الحر والوجه السني
أين ولى كوكباه؟ أين غاب ؟
أسف الفن على تلك الفنون
حصدتها، وهي خضراء، السنون
كل ما ضمته منهن المنون
غصصٌ ماهان منها لا يهون
جراحات، ويأس، وعذاب
شيم غرّ رضيات عِذاب
وججي ينفذ بالرأي الصواب
وذكاء ألمعي كالشهاب
وجمال قدسي لا يعاب
كل هذا في التراب. آه من هذا التراب
كل هذا خالدٌ في صفحات
عطرات في رباها مثمرات