قصة قصيدة إذا لم أعد بالحلم مني عليكم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إذا لم أعد بالحلم مني عليكم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إذا لم أعد بالحلم مني عليكم” فيروى بأنه في يوم من الأيام توجه معاوية بن أبي سفيان إلى الحج، وعندما وصل إلى مكة المكرمة، سأل عن امرأة من بني كنانة تدعى دارمية الحجونية، فأحضروها له، وعندما أتته قال لها: كيف حالك يا ابنة حام؟، فقالت له: إنني من بني كنانة، فقال لها: هل تعلمين لما بعثت في طلبك؟، فقالت له: لا والله، فقال لها: أريد أن أسألك لما أحببت علي وكرهتني؟، فقالت له: إن أخبرتك هل تعفو عني؟، فقال لها: لا والله، فقالت له: أما وقد رفضت أن تعفو عني، فإني قد أحببته لأنه عادلًا بين رعيته، يقسم بينهم بالتساوي، وكرهتك لأنك قد قاتلت من هو أحق منك بالولاية، ولأنّك قد طلبت ما ليس لك به حق، وواليت علي لحبه للمساكين، ولأنه يعظم من أهل الدين، وعاديتك لأنّك تسفك الدماء، وتجور في القضاء، وتحكم بهواك.

فقال لها معاوية: هل رأيتيه؟، فقالت له: نعم، فقال لها: كيف ذلك؟، فقالت له: لقد رأيته لم يفتتن بالملك الذي فتنت أنت به، ولم يشغل نفسه بالنعم، وأنت الذي اشتغلت بها، فقال لها معاوية: وهل سمعتني عنه؟، فقالت له: نعم، إن كلامه يزيح العمى عن القلب، كما يزيل الزيت الصدأ من الأواني، فقال لها معاوية: والله إنك قد صدقت، هل تحتجين شيئًا؟، فقالت له: إن أخبرتك حاجتي هل تفعلها؟، فقال لها: نعم، فقالت له: أريد مائة ناقة، فقال لها معاوية: وفيما تحتاجينها؟، فقالت له: أشرب الصغار من لبنها، وأستر فيها الكبار، وأصلح فيها بين العشائر.

فقال لها معاوية بن أبي سفيان: إن أعطيتك ما تريدين هل تحبيني كما تحبين علي؟، فقالت له: لا والله، فأنشد قائلًا:

إذا لَمْ أَعُدْ بالحِلْمِ منّي عليكمُ
فَمَنْ ذا الذي بَعْدِي يُؤَمَّلُ للحِلْمِ

خذْيِها هَنيئاً ، واذكري فِعْلَ مَاجدٍ
جزاكِ عَلى حربِ العداوةِ بالسلْمِ

ثم قال: أما والله لو أنه ما زال حيًا لما أعطاك منها شيئًا، فقالت له: لا والله، ولا شعرة من مال بيت المسلمين.

نبذة عن معاوية بن أبي سفيان:

هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، صحابي، وهو من أسّس الدولة الأموية، وأول خلفائها، ولد في عام خمسة عشر قبل الهجرة في مكة المكرمة، وتوفي في عام ستون للهجرة في دمشق.


شارك المقالة: