قصة قصيدة إلا يا عسكر الأحياء
هنالك الكثير من الرجال الذين كان يراهم الناس بأنهم مجانين بسبب أفعال يفعلونها تبدو لغيرهم بأنها ضرب من ضروب الجنون، ولكنهم على الرغم من نظرة الناس إليهم فهم عاقلون حكماء، ومن هؤلاء الرجال شاعرنا سعدون المجنون الذي كان يراه الناس مجنونًا لأنه صام ستون عامًا.
أما عن مناسبة قصيدة “إلا يا عسكر الأحياء” فيروى بأنه في يوم من الأيام مات رجل من كبار التجار في الجانب الغربي من مدينة بغداد وخاصة في منطقة يقال لها الكرخ، فضج الناس، وتوجهوا إلى بيته، وغسلوه وكفنوه، وخرجوا بجنازته من بيته، وتوجهوا إلى المقابر لكي يقوموا بدفنه، وحضر جنازته عدد كبير من الناس، وعندما دفنوه، وأرادوا الخروج، وقبل أن يخرجوا ، قام رجل مقنع الرأس يقال له سعدون المجنون، ونظر عن يمينه وعن شماله، ورأى هذا العدد المهول من الناس الذين حضروا الجنازة، فأخذ ينشد بصوت عال، ويقول:
إلا يا عسكر الأحياء
هذا عسكر الموتى
أجابوا الدعوة الصغرى
وهم منتظروا الكبرى
يقولون لكم جدوا
فهذا غاية الدنيا
ينصح الشاعر سعدون المجنون في هذه الأبيات من حضر الجنازة التي ألقى فيها هذه القصيدة، ويخاطبهم بأنهم هم عسكر الأحياء، ويقول لهم بأنهم الآن في عسكر الموتى، وبأن الموتى قد أجابوا الدعوة الصغرى، وهي الموت، وينتظرون الدعوة الكبرى وهي يوم القيامة، وبأن الأموات يقولون للأحياء بأن عليهم أن يسعوا لكي يكونوا من الفائزين يوم القيامة، لأن هذه غاية الحياة الدنيا.
وعندما سمعه الحاضرون بدأوا بالبكاء من كل جانب، ويروى بأنه في ذلك اليوم مات عدد كبير من الناس بسبب الشعر الذي سمعوه منه.
نبذة عن سعدون المجنون
هو سعدون المجنون ويقال بأن اسمه سعيد و يكنى بأبي العطاء، ويلقب بسعدون، وهو من أهل البصرة في العراق، وكان يقال بأنه مجنون، ولكنه إن كان مجنونًا فهو من عقلاء المجانين وحكمائهم، له أخبار وقصص و كلام حكيم و نظم و نثر حسن .طاف البلاد، و كان من المحبين لله عز و جل صام ستين سنة حتى جف دماغه فسماه الناس مجنونا.
الخلاصة من قصة القصيدة: توفي رجل من أهل الكرخ وبعد أن دفنوه، وقف مسعود المجنون وألقاء شعرًا على الحاضرين