قصة قصيدة إلى القوم الألى جمعوا الجموعا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إلى القوم الألى جمعوا الجموعا

أمّا عن مناسبة قصيدة “إلى القوم الألى جمعوا الجموعا” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم قد علم في يوم من الأيام بأن قبيلتين من قبائل نجد، وهما قبيلتي بني محارب وبني ثعلبة تقومان بجمع الناس من غطفان لكي يقاتلون المسلمين، فخرج إليهم ومعه أربعمائة أو سبعمائة أو ثمانمائة من مقاتلين المسلمين، وعندما وصل جيش المسلمين إلى نجد بدأ الناس يخيفون بعضهم البعض، فما كان من الرسول إلا أن صلى فيهم صلاة الخوف، وكانت تلك هي أول مرة تصلى فيها صلاة الخوف.

وعندما وصل خبر وجود جنود المسلمين في نجد إلى قبائل غطفان أعلنوا بأنهم لن يقاتلونهم، وبأنهم قد انسحبوا من القتال، وبذلك عاد المسلمون إلى المدينة المنورة وهم منتصرون من دون أن يقاتلوا، وبينما هم في طريق العودة إلى المدينة، ازداد الحر، فنزلوا في أحد الأودية، وكان هذا الوادي كثير الأشجار، فافترق المسلون تحت هذه الأشجار، وناموا في ظلالها، ونام الرسول صل الله عليه وسلم تحت واحدة من تلك الأشجار، وقبل أن ينام وضع سيفه على تلك الشجرة، وبينما هو نائم أتى رجل أعرابي وأخذ  السيف، ولكن الرسول شعر به، واستيقظ من نومه.

وعندما رأى الأعرابي الرسول قد استيقظ، قال له: ما الذي يمنعك مني؟، فقال له الرسول: الله، وعندما سمع الأعرابي ما قال الرسول، بدأ جسده بالارتعاد، ووقع السيف من يده، فتناوله الرسول، وعفا عن الأعرابي، وفي خبر هذه الغزوة أنشد الشاعر أحمد محرم قائلًا:

إلى القومِ الأُلى جمعوا الجموعا
إلى نَجدٍ كفَى نجداً هُجوعا

أبتْ شمسُ الهدى إلا طُلوعا
ففاضَ شُعاعُها يغشى الرُّبوعا

ويسطعُ في جوانِبها سُطوعا
إلى غطفانَ إنّهُمُ استعدُّوا

وظنَّ غُواتُهم أن لن يُهدُّوا
بَني غَطفانَ جِدُّوا ثم جِدُّوا

جَرى القَدرُ المُتاحُ فلا مردُّ
بني غطفانَ صَبراً أو هلوعا

مشى جُندُ النبيِّ فأيُّ جندِ
وأين مضى الألى كانوا بِنَجْدِ

تولَّى القومُ حَشْداً بعد حشدِ
حَذارَ البطشِ من جِنٍّ وأُسْدِ

ومن ذا يشتهِي الموتَ الفظيعا
نساءَ الحيِّ ما صنعَ الرجالُ

أمكتوبٌ عليكنَّ القتالُ
لَكُنَّ الأمنُ إن فزعوا فزالوا

أما ومحمدٌ وهو الثَمالُ
لقد نلتنَّهُ حِرزاً منيعا

نبذة عن أحمد محرم

هو أحمد محرم بن حسن عبد الله، وهو شاعر من شعراء مصر، حسن الرصف، نقي الديباجة، وأصوله من تركيا.


شارك المقالة: