كان العديد من الصحابة يرفضون خلافة المسلمين، خوفًا منهم أن لا يؤتوها حقها، ومن ذلك ما حصل مع علي بن أبي طالب والزبير بن عوام وطلحة بن عبيد الله، عندما رفضوا الخلافة من بعد عثمان بن عفان.
من هو علي بن أبي طالب؟
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم، ورابع الخلفاء الراشدين.
قصة قصيدة إني عجزت عجزة لا أعتذر
أما عن مناسبة قصيدة “إني عجزت عجزة لا أعتذر” فيروى بأنه بعد أن قتل الخليفة عثمان بن عفان، بقيت المدينة المنورة خمسة أيام من دون خليفة، وكان أهل مصر يطلبون من علي بن أبي طالب أن يقوم بالأمر، وهو يهرب منهم، وأهل الكوفة يطلبون من الزبير بن عوام أن يتولى الأمر وهو يرفض، وأهل البصرة يطلبون من طلحة ولكنه لا يجيبهم، فقالوا فيما بينهم: لن نولي أحدًا من هؤلاء الثلاثة، وتوجهوا إلى سعد بن أبي الوقاص، ولكنه لم يقبل منهم، فتوجهوا إلى عبد الله بن عمر، ورفض هو الآخر، فاحتاروا في أمرهم.
ومن ثم عادوا إلى علي بن أبي طالب وألحوا عليه، وأخذ رجل منهم يقال له الأشتر بيده وبايعه، ومن ثم بايعه الناس إلا قليل منهم، وفي اليوم التالي بايعه من لم يبايعه في اليوم السابق، ومن ثم خرج علي إلى مكة المكرمة وأقام فيها أربعة شهور.
وكان في أول خطبة خطبها وهو خليفة للمسلمين ابتدأ بحمد الله والثناء عليه، ومن ثم قال بأن الله قد أنزل القرآن وبين فيه الخير والشر، وقال لهم: خذوا بالخير واتركوا الشر، وقال بأن الحرام معلوم، وقال لهم: تجنبوا هذه الحرم، وذكرهم بأن الساعة أمامهم، وطلب منهم أن يتقوا الله في عباده وبلاده.
وعندما انتهى من خطبته، قال له المصريون:
خذها إليك واحذرن أبا الحسن
إنما نُمِرُّ الأمر إمرار الرسن
صولة آساد كآساد السفن
بمشرفيات كغدران اللبن
ونطعن الملك بلين كالشطن
حتى يمرن على غير عنن
فقال علي مجيبا لهم:
إِنّي عَجِزتُ عَجزَةً لا أَعتَذِر
سَوفَ أَكيسُ بَعدَها وَاَستَمِر
أَرفَعُ مِن ذَيلِيَ ما كُنتَ أَجُر
وَأَجمَعُ الأَمرَ الشَتيتَ المُنتَشِر
إِن لَم يُباغتني العَجولُ المُنتَصِر
أَو تَترُكوني وَالسِلاحُ يَبتَدِر
يقول علي بن أبي طالب في هذه الأبيات بأنه سوف يحاول إصلاح أحوال الأمة، لإن لم يأته الموت قبل أن يتمكن من فعل ذلك.
الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن توفي الخليفة عثمان بن عفان، توجه جماعة من المسلمين إلى علي بن أبي طالب، لكي يصبح خليفة، ولكنه رفض، وبعد أن أصروا وافق، ومن ثم خطب في الناس.