قصة قصيدة إني لأبرأ مما أنت قائله

اقرأ في هذا المقال


مهما كان الخطأ الذي يقترفه البعض عظيمًا، فإننا نجد من يؤيده على خطأه، وفي المقابل نجد من يعارضه، ويلتزم الحق، ومن القصص التي تروي هذا، ما حصل مع عمران بن حطان الذي أيد قتل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وفي المقابل القاضي أبي الطيب الطبري الذي عارض وقوفه مع قاتله.

من هو القاضي أبي الطيب الطبري؟

هو القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري الشافعي وهو فقيه مدينة بغداد في الدولة العباسية، وواحد من كبار علماء وفقهاء المذهب الشافعي في العراق، ولد في عام ثلاثمائة وثمان وأربعين للهجرة في إحدى مدن إيران، ومن ثم انتقل إلى بغداد وعاش فيها، وتعلم فيها، وأصبح قاضيًا فيها.

قصة قصيدة إني لأبرأ مما أنت قائله

أما عن مناسبة قصيدة “إني لأبرأ مما أنت قائله” فيروى بأن رجلًا يقال له عبد الرحمن بن ملحم المرادي قام بقتل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعندما وصل خبر ذلك إلى عمران بن حطان وهو من الخوارج، أنشد يمدح عبد الرحمن بن ملجم، وهو فرح بمقتل علي بن أبي طالب، قائلًا:

يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره يوماً فأحسبه
أو في البرية عند الله ميزانا

أكرم بقوم بطون الأرض أقبرهم
لم يخلطوا دينهم بغياً وعدوانا

وعندما وصلت الأبيات التي قالها عمران بن حطان إلى القاضي أبي الطيب الطبري رحمة الله عليه، أنشد أبياتًا من الشعر يرد فيها عليه، وفيها قال:

إني لأبرأ مما أنت قائله
عن ابن ملجم الملعون بهتانا

إني لأذكره يوماً فألعنه
ديناً وألعن عمران بن حطان

عليك ثم عليه الدهر متصلاً
لعائن الله إسراراً وإعلاناً

فأنتمو من كلاب النار جاء لنا
نص الشريعة برهاناً وتبيانا

أشار أبو الطيب في هذه الأبيات إلى قول الرسول صل الله عليه وسلم: ” الخوارج كلاب النار”، ويقول بأنه بريء مما قاله عن ابن الملجم في أبياته، وبأن لعنة الله سوف تحل عليه وعلى قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن قتل ابن ملحم علي بن أبي طالب رضي الله عنه مدحه عمران بن حطان بقصيدة، وعندما وصل شعره إلى القاضي أبي الطيب الطبري، فأنشد أبياتًا من الشعر يتبرأ فيها من القاتل ومن من مدحه.


شارك المقالة: