قصة قصيدة إن أخا الهيجاء من يسعى معك
إن سرعة الرأي والبديهة والارتجال، بالإضافة إلى حضور العقل هي صفات لا توجد عند جميع الرجال، ومن حضرت عنده كل هذه الصفات يستطيع انقاذ نفسه من مواقف صعبة، لا يخرج منها سواه، ومن هذا ما حصا مع عمرو بن سعد عندما التقى في ليلة مع أمير المؤمنين المأمون.
أما عن مناسبة قصيدة “إن أخا الهيجاء من يسعى معك” فيروى بأنه كان هنالك جندي من الجنود في حرس الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد قال له عمرو بن سعد بن سالم، وفي يوم من الأيام، وعندما حل الظلام خرج الخليفة يتفقد حرسه، وبينما هو يمشي بين جنده، رأى عمرو، فوقف معه، فرد عمرو عليه السلام، ورد الخليفة عليه سلامه، وقال له: ما هو اسمك؟، فقال له عمرو: اطال الله عمر أمير المؤمنين، إن اسمي عمرو عمرك الله تعالى بن سعد أسعدك الله تعالى بن سالم سلمك الله تعالى، فقال له الخليفة: إنك تلكؤنا الليلة يا عمرو، فقال له عمرو: يلكؤك الله يا أمير المؤمنين وهو خير حافظ، وهم أرحم الراحمين، فأعجب الخليفة بكلامه، وأخذ ينشد قائلًا:
إن أخا الهيجاءِ من يسعى معك
ومن يضرّ نفسَه لينفَعَك
يمدح الخليفة عمرو بن سعد ويقول له أن من يلازمه ينفع نفسه، ومن يضر نفسه لكي يفيده .
ومن إذا ريبُ الزمانِ صدَّعَك
شتَّتَ فيكَ شملَهُ لِيَجمَعَك
ومن ثم أمر من كان معه من حاشية أن يعطوا عمرو أربعة آلاف دينار، فأخذها عمرو وشكر الخليفة، وأثنى عليه، ومن ثم فقال عمرو: والله إني وددت لو أن الأبيات كانت أول مما هي عليه.
نبذة عن المأمون
أبو العباس عبد الله بن هارون الرشيد، وهو سابع خلفاء بني العباس، ولد عام مائة وسبعون للهجرة في مدينة بغداد في العراق، وتوفي بينما كان يقاتل في عام مائتان وثمان عشرة للهجرة.
الخلاصة من قصة القصيدة: التقى الخليفة المأمون في ليل من الليالي برجل من جنده يقال له عمرو بن سعد، فوقف معه، وسأله عن اسمه، فرد عليه عمرو برد أعجبه، فأنشد في ذلك شعرًا، وأمر له بأربعة آلاف درهم.