قصة قصيدة إن التي ناولتني فرددتها

اقرأ في هذا المقال


كثيرًا ما نسمع شيئًا ولا نتمكن من فهمه، فنحتاج إلى من يبينه لنا، وهذا ما حصل مع رجل من أهل البصرة سمع شعرًا لحسان بن ثابت فلم يفهمه، وسأل عنه القاضي عبيد الله بن حسن، واليوم نقص عليكم قصته.

من هو حسان بن ثابت؟

حسان بن ثابت الأنصاري شاعر من مخضرمي العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام، وصحابي من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم.

قصة قصيدة إن التي ناولتني فرددتها

أما عن مناسبة قصيدة “إن التي ناولتني فرددتها” فيروى بأنه في يوم من الأيام اجتمع جماعة من أهل البصرة في مجلس، وأخذوا يشربون، وبينما هم في مجلسهم غنى مغنيهم بشعر حسان بن ثابت قائلًا:

إِنَّ الَّتي ناوَلتَني فَرَدَدتُها
قُتِلَت قُتِلتَ فَهاتِها لَم تُقتَلِ

يخاطب الشاعر الساقي الذي قدم له كأسًا من الخمر الممزوج بالماء، ويقول له بأنه تفطن إلى ذلك، ويطالب بقتله بسبب ما فعل.

كِلتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعاطِني
بِزُجاجَةٍ أَرخاهُما لِلمَفصِلِ

بِزُجاجَةٍ رَقَصَت بِما في قَعرِها
رَقَصَ القَلوصِ بِراكِبٍ مُستَعجِلِ

نَسَبي أَصيلٌ في الكِرامِ وَمِذوَدي
تَكوي مَواسِمُهُ جُنوبَ المُصطَلي

وَلَقَد تُقَلِّدُنا العَشيرَةُ أَمرَها
وَنَسودُ يَومَ النائِباتِ وَنَعتَلي

وَيَسودُ سَيِّدُنا جَحاجِحَ سادَةً
وَيُصيبُ قائِلُنا سَواءَ المَفصِلِ

وَنُحاوِلُ الأَمرَ المُهِمَّ خِطابُهُ
فيهِم وَنَفصِلُ كُلَّ أَمرٍ مُعضِلِ

وَتَزورُ أَبوابَ المُلوكِ رِكابُنا
وَمَتى نُحَكَّم في البَرِيَّةِ نَعدِلِ

وَفَتىً يُحِبُّ الحَمدَ يَجعَلُ مالَهُ
مِن دونِ والِدِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ

يُعطي العَشيرَةَ حَقَّها وَيَزيدُها
وَيَحوطُها في النائِباتِ المُعضِلِ

وعندما انتهى المغني من الغناء، وقف رجل من الحاضرين، وأخذ يصيح بصوت عالٍ: امرأتي طالق إن لم أسأل القاضي عبيد الله بن حسن عن سر هذا الشعر، فهو أنشد في واحدة في البيت الأول، وفي البيت الثاني قال: كلتاهما، فثنى، فترك القوم ما كانوا فيه شفقة على هذا الرجل، وقاموا معه إلى مجلس القاضي عبيد الله، ودخلوا إلى مجلسه، وكان ساعتها جالس يصلي، فانتظروه حتى أكمل صلاته.

وعندما انتهى قالوا له: لقد أتيناك في أمر ضروري، ومن ثم أخبروه بخبر ما حصل معهم، وسألوه عن الإجابة لسؤال هذا الرجل، فقال لهم: أما قوله إن التي ناولتني هي الخمرة مع الماء، وفي البيت الثاني قال: كلتاهما، أي الخمر الممزوج بالماء، والخمر المتحلية من العنب.

الخلاصة من قصة القصيدة: غنى مغن في أحد الأيام في مجلس من مجالس البصرة شعرًا لحسان بن ثابت، وعندما سمع أحد الرجال في المجلس هذا الشعر، طلق من زوجته أن يذهب إلى القاضي عبيد الله ويسأله عن علته، فذهب إليه، وجاوبه القاضي.


شارك المقالة: