قصة قصيدة إن جاع في شدة قوم شركتهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن جاع في شدة قوم شركتهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن جاع في شدة قوم شركتهم” فيقال بأن عمر بن الخطاب كان قد تيقن بأن هذه الحياة ما هي إلا حياة اختبار وامتحان، وما هي سوى ممر للحياة الآخرة، وبأنها لا تساوي شيئًا وليس لها أي قيمة، ولا يبقى منها سوى العمل الصالح، وبأن الحياة الآخرة هي الباقية، فكان إن رآه أحد لا يعلم من هو لا يعرف بأنه هو خليفة المسلمين، فكان يجلس على التراب وتحته رداء كأنه رجل من عامة المسلمين، وكان زاهدًا في الطعام وفي الشراب، وكان أيضًا لا يرتدي الملابس الفاخرة، فهو زاهد في ملابسه.

ويروى بأنه في يوم من الأيام تأخر عن صلاة الجمعة، وكان سبب تأخره هو أنه لا يوجد عنده ما يرتديه، فقد كان عنه رداء واحد، يغسله وينتظر أن يجف حتى يرتديه ويخرج، ورغم هذا الزهد إلا أنه لم يكن يبخل بشيء على أهله وأبنائه، ولم يكن يبتعد عنهم، ولا يحرم نفسه منهم، بل أنه فقط كان زاهدًا عن ملذات الدنيا، وفي خبر زهد أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، أنشد حافظ إبراهيم قائلًا:

إن جاع في شدة قومٌ شركتهم
في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها

جوع الخليفة والدنيا بقبضته
في الزهد منزلة سبحان موليها

فمن يباري أبا حفص وسيرته
أو من يحاول للفاروق تشبيها

يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها
من أين لي ثمن الحلوى فأشريها

لا تمتطي شهوات النفس جامحة
فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها

و هل يفي بيت مال المسلمين بما
توحي إليك إذا طاوعت موحيها

قالت لك الله إني لست أرزؤه
مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها

لكن أجنب شيأ من وظيفتنا
في كل يوم على حـال أسويـها

حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها
شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها

قال اذهبي واعلمي إن كنت جاهلة
أن القناعة تغني نفس كاسيها

نبذة عن حافظ إبراهيم

هو حافظ إبراهيم، ولد في أسيوط في جمهورية مصر العربية، في عام ألف وثمانمائة واثنان وسبعون، لقب بشاعر الشعب، وشاعر النيل، توفي في عام ألف وتسعمائة واثنان وثلاثون.


شارك المقالة: