قصة قصيدة العار في مدة الدنيا وقلتها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة العار في مدة الدنيا وقلتها:

أمّا عن مناسبة قصيدة “العار في مدة الدنيا وقلتها” فيروى بأن جابر بن نوح في يوم من الأيام كان جالسًا في أحد محال المدينة المنورة، وبينما هو جالس دخل شيخ حسن الملابس، جميل الوجه، فقام البائع إليه، وقال له: يا أبا محمد، أسأل الله أن يلهمك الصبر على ما أنت فيه، فأنشده الشيخ مجيبًا له:

وكانَ يَميني في الوَغَى وَمُسَاعِدي
فأصْبَحتُ قَد خانَت يميني ذِرَاعُها

وَأصْبَحتُ حرّاناً من الثُّكلِ حَائِراً
أخَا كَلَفٍ ضَاقَتْ عليّ رِبَاعُهَا

فقال له: أبشر يا أبا محمد، فإن من يصبر يعطه الله، وإني أدعوه أن يجزيك خير جزاء على صبرك على مصيبتك، ومن ثم خرج الشيخ، فسأل جابر صديقه البائع عن الشيخ، وعن خبره، فقال له: هو رجل من الخزرج، وقد توفي ابنه الذي كان يخدمه ويساعده في حياته، وكانت ميتت ابنه غريبة عجيبة، فقال له جابر: وكيف توفي؟، فقال له: لقد كانت تحبه فتاة من الأنصار، فبعثت إليه بكتاب، وشكت له فيه حبها، وطلبت منه أن يزورها، وكانت متزوجة، فبعث إليها قائلًا:

إنّ الحَرَامَ سَبيلٌ لستُ أسلُكُهُ
وَلا أمرُّ به ما عشتُ في النّاسِ

ألغي العتابَ، فإني غَيرُ مُتّبِعٍ
ما تَشتَهينَ، فكُوني مِنهُ في يَاسِ

وعندما وصلها الكتاب وقرأت ما فيه، بعثت له، قائلة:

دَعْ عَنكَ هذا الذي أصبَحت تذكرهُ
وَصِرْ إلى حَاجَتي يا أيّها القاسِي

دَعِ التّنَسُّكَ إنّي غَيْرُ نَاسِكَةٍ
وَلَيسَ يَدخُلُ ما أبدَيتَ في رَاسِي

وعندما وصله الكتاب، أخبر صديقًا له بخبرها، وبما بعثت له، فنصحه بأن يبعث لها بأحد ينصحها، ويجعلها تكف عنه، ولكنه رفض ذلك، لكي لا يصبح حديثًا على لسان الناس، وأنشد قائلًا:

العارُ في مدّةِ الدّنيَا وَقِلّتِهَا
يَفنى وَيَبقى الذي بالنّار يؤذِيني

وَالنّارُ لا تَنقَضِي ما دامَ بي رَمَقٌ
وَلَستُ ذا ميتةٍ فيها، فتُفنيني

لكنْ سأصْبرُ صَبرَ الحُرِّ مُحتَسِباً
لَعَلّ رَبي مِن الفِرْدَوسِ يُدنيني

وأعرض عنها، فبعثت إليه، قائلة: عليك أن تختار بين أن تزورني أنت، أو أزورك أنا، فبعث لها بأن تعرض عما هي بصدد فعله، وأن لا تتسرع، وعندما يئست الفتاة منه، ذهبت إلى امرأة تعمل بالسحر، وصنعت له سحرًا لكي يرغب بها، ويحبها، وبعد ذلك بعدة أيام، كان جالس مع أبيه، فحضر ذكرها على قلبه، واختلط عليه الأمر، فقام مسرعًا وتوضأ وصلى، وعندما انتهى من الصلاة، كان ذكرها ما يزال في قلبه، فأخذ يبكي، فأتاه أباه، وسأله عما به، فقال له: يا أبي أحضر قيدًا وقيدني به، فطلب منه والده أن يخبره بقصته، فأخبره، فأحضر له القيد وقيده، فبدأ يضطرب ويصيح بأعلى صوته، ثم هدأ، فأتاه أباه، وإذ هو ميت عند الباب، والدم يخرج من أنفه.

نبذة عن قائل القصيدة:

هو محمد، من الأنصار، من أهل المدينة المنورة، لا يوجد خبر عنه، سوى قصة موته بسبب امرأة أحبته، وكتبت له سحرًا مات بسببه.


شارك المقالة: