قصة قصيدة الله نجاني ونجى البقرة
أمّا عن مناسبة قصيدة “الله نجاني ونجى البقرة” فيروى بأن أبا عمرو بن كعب بن أبي ربيعة خرج من بيته في يوم من الأيام، وتوجه إلى بيت أخيه كلاب بن ربيعة، فدق عليه بابه، فخرج إليه أخيه، وأدخله إلى مجلسه، ولس الاثنان سوية، وبينما هما جالسان، طلب كلاب من أخيه أبي عمرو أن يشتري له بقرة، فوعده بأنه سوف يشتري له واحدة، على الرغم من أنه لم يكن يملك أي نقود في تلك الأيام.
وفي اليوم التالي نزل أبو عمرو إلى السوق، وأخذ يبحث عن بقرة جيدة لكي يشتريها لأخيه، واستمر بالبحث حتى وجد ما يبحث عنه، فاقترب من ساحبه وسأله عن سعرها، فأخبره به، وكونه لم يكن يملك المال، فأخبره بأنه سيقايضه إياها بأربع من عنزه، فوافق صاحب البقرة على ذلك، وعاد أبو عمرو إلى بيته، وأخذ العنز، وتوجه عائدًا إلى السوق، وأعطاها لصاحب البقرة، وأخذ منه البقرة، وانطلق بها إلى بيت أخيه.
وعندما وصل أبو عمرو إلى بيت أخيه، أخذ ينادي عليه، حتى خرج له، وعندما خرج كلاب، فرح بالبقرة فرحًا شديدًا، وأمسك بها، ومن ثم ركبها، وأجراها، فأعجب بكيفية ركضها، وأخذ يقول: فدىً لها أبو أبي بويب الغصن بي، ومن ثم توجه عائدًا إلى أخيه، ووقف عنده، وقال له: زد من اشتريت منه البقرة عنزة أخرى، وذهب ما قال مثلًا للأحمق الذي يزيد البائع ثمن ما اشتراه بعد أن قام بشرائه، ومن ثم نزل كلاب عن البقرة، ولجمها من جهة ذيلها، ومن ثم عاد لركوبها، ولكنه وجه وجهه نحو ذيلها، وجعلها تمشي وهو على ظهرها.
وبينما كانت البقرة تمشي، رأى كلاب أرنبًا تحت شجرة قريبة منه، فخاف منه، وجعل البقرة تركض، لكي يهرب منه، وأخذ ينشد قائلًا:
الله نجاني ونجى البقرة
من جاحظ العينين تحت الشجرة
نبذة عن كلاب بن ربيعة
هو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهو من ينحدر من أبناءه جميع بني كلاب، وهي إحدى أكبر القبائل التي سادت وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر العصر الجاهلي.