نروي لكم اليوم شيئًا من سيرة الإمام البخاري، فنروي لكم أخبارًا عن نشأته، وأخبارًا عن تنقله طلبًا للعلم.
قصة قصيدة المسلمون بخير ما حييت لهم
أما عن مناسبة قصيدة “المسلمون بخير ما حييت لهم” فيروى بأن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وهو صاحب كتاب البخاري، وهو إمام أهل الحديث في زمانه، وهو من المقتدى بهم في زمانه، ومن المقدمين على سائر أهل العلم والأقران، وكتابه تطلب بقراءته الغمام، وأجمع سائر العلماء من أهل السنة والجماعة على قبوله وصحة ما جاء فيه، وكذلك كافة أهل الإسلام، مات والده بينما كان غلامًا صغيرًا فتربى في حجر أمه، وألهمه الله تعالى حفظ الحديث، وقرأ الكتب المشهورة بينما كان لا يتجاوز عمره السادسة عشر، حتى قيل بأنه كان يحفظ سبعين ألف حديث.
حج إلى بيت الله بينما كان في الثامنة عشر، وأقام في مكة المكرمة، ومن ثم أخذ يتنقل بين البلدان، وكتب عن ما يزيد عن الألف شيخ، ومن البلدان التي دخلها العراق، حيث دخل مدينة بغداد ثمان مرات، وقد كان يستيقظ من نومه فيوقد السراج، ويكتب خاطرة خطرت له، ومن ثم يطفئ السراج ويعود إلى النوم، وكان يفعل ذلك في الليلة ما يزيد عن العشرين مرة، كان قد أصيب بصره عندما كان غلامًا صغيرًا، وفي ليلة من الليالي رأت أمه إبراهيم عليه السلام، وقال له: يا هذه قد رد الله على ولدك بصره بسبب كثر دعائك، فأصبح بالصباح وكان بصيرًا.
كتب له أهل بغداد بيتًا من الشعر قالوا فيه:
المسلمون بخير ما حييت لهم
وليس بعدك خير حين تفتقد
يمدح الشاعر البخاري ويقول بأن المسلمين بخير ما دام حي بينهم، ولن يكون بعده خير حين يفقد.