قصة قصيدة الملك ملكان مقرونان في قرن

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة الملك ملكان مقرونان في قرن

أمّا عن مناسبة قصيدة “الملك ملكان مقرونان في قرن” فيروى بأن الأوزعي كان في يوم من الأيام في مجلس، فطلب منه الحاضرون أن يعظهم، فأخذ يقول: يا إخواني عليكم أن تتقووا بما أنعم الله عليكم على الهرب من “نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة”، فإنكم في دار البقاء فيها قليل، وأنتم عنها راحلون، خلائف بعد من سبقكم، والذين استقبلوا من هذه الحياة أنفسها وزهرتها، وهم الذين كانوا أطول منكم أعمارًا، وأكبر أجسامًا، وأعظم آثارًا، فقاموا بنحت الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد، مؤيدين بقوة شديدة، وأجسام كالعماد، فما لبثت الأيام أن طوت أيامهم، وأذهبت آثارهم، وأفضت منازلهم، وأنست ذكرهم، فلا نسمع لهم صوتًا، فكانوا بلهو الأمل آمنين، وكانوا عن يوم القيامة غافلين، ثم إنكم علمتم الذي نزل بهم من عقوبة الله عز وجل، فأصبحوا في بيوتهم جاثمين، وأما الباقون فأصبحوا ينظرون في آثار النقمة وزوال النعمة، فليكن ذلك آية لمن يخاف العذاب الأليم، وأما نحن فقد أصبح أجبنا منقوص، وحياتنا مقبوضة في زمان قد قل عفوه، وزال رخاؤه، فلم يتبق منه إلا عقوبات عبر، وفتن مرسلة، وتتابع زلازل، فلا تكونوا كمن خدعهم الأمل، أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن وعى وانتهى، وفهم مثواه فمهد لنفسه، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

الملك ملكان مقرونان في قرن
فأهنأ العيش عندي خفة المؤن

وصحة الجسم ملك ليس يعدله
ملك وما الملك إلا صحة البدن

وفي يوم كان عبد الله بن أبي السائب في مجلس مع الأوزاعي، وبينما هما جالسين، قال عبد الله للأوزاعي: أخبرني عن حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: “يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار” متى هو، فقال له الأوزاعي: إن لم يكن هذا الزمان زماننا، فلا أعلم متى يكون.

نبذة عن الأوزاعي

هو الإمام أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، إمام بيروت وسائر الشام والمغرب والأندلس،  فقيه ومُحدّث وأحد تابعي التابعين وإمام أهل الشام في زمانه، ولد في مدينة بعلبك في لبنان في عام ثماني وثمانين للهجرة.


شارك المقالة: