قصة قصيدة بلادي وإن هانت علي عزيزة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر قتادة بن إدريس:

هو قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسني القرشي، هو حاكم مكة المكرمة في القرن السادس الهجري.

قصة قصيدة بلادي وأن هانت علي عزيزة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “بلادي وأن هانت علي عزيزة” فيروى بأن الشريف قتادة أبو عزيز بن إدريس في يوم قام بقتل بعضًا من الحجاجالعراقيين، وكان سبب قيامه بذلك هو أن أحد الحجاج ويدعى الحسيني بقتل ابن عم له يدعى هارون، زكان هارون يقال له أبو عزيز أيضًا، وعندما وصل خبر ذلك إلى قتادة بن إدريس شكّ بأنّه هو المقصود من ذلك، وأقسم بأنّه سوف يقوم بقتل جميع الحجاج العراقيين.

وبعد ذلك بعام أمر الخليفة رجاله بأن يقوموا بدعوة قتادة إلى بغداد، فتوجهوا إليه ودعوه ، وعندها توقع بأنّه قام بدعوته لكي يستدرجه إلى هنالك ويعاقبه على ما عمله بالحجاج، فدعا أبناء عمومته إلى بيته واجتمع بهم، وقال لهم: يا أبناء عمي لقد أعزكم الله إلى آخر الدهر بأنكم مجاورون لبيته الحرام، وبأنّكم أنتم القائمون على مصالحها، فلا تجعلوا الناس يوهنوكم، ويبعدونكم عن طريق الآخرة.

ومن ثم توجه قتادة بن ادريس إلى من جائه بكتاب الخليفة، وقال له: قل للخليفة:

بلادي وإن هانت علي عزيزة
ولو أنَّني أعرى بها وأجوع

ولى كف ضرغام أصول ببطشها
وأشري بها بين الورى وأبيع

تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها
وفى بطنها للمجدبين ربيع

أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغي
خلاصا لها ؟ إنّي إذن لوضيع

وما أنا إلا المسك في كل بلدة
أضوع وأمّا عندكم فأضيع

ولكنّ رسول الخليفة له كان حكيمًا، وقال له: يا قتادة إنّك ابن بنت رسول الله صل الله عليه وسلم، وإنّ الخليفة هو ابن عمك، وأنا لست من هنا، ولكنّي لا أستطيع أن أحمل الأبيات التي قلتها، وأذهب بها إلى الخليفة وأقولها له، لأنّي إن فعلت ذلك لبعث جميع رجاله إليك حتى يقتلك، وبذلك أكون سببًا في مقتل ابن بنت رسول الله صل الله عليه وسلم، وسوف ألعن في الدنيا وفي الآخرة، فإن لم ترد الذهاب إلى الخليفة فقل قولًا حميدًا وإلا فلا تقل أي شيء.

فاقتنع قتادة بكلام رسول الخليفة، وقال له: وما الرأي عندك؟، فقال له الرسول: عليك أن تقوم بإرسال أحد ابنائك إلى الخليفة وترسل معه جماعة من الأشراف وذوو الأنساب، فيدخلوا عليه وأكفانهم في أيديهم، ويتوسلوه بأن يعفو عنك، فعمل بما نصح به الرسول، وبعث وعه أحد أبنائه ومعه جماعة من الأشراف، ودخلوا على الخليفة وتوسلوه بأن يعفو عنه، فعفى عنه وأنزلهم في دياره وأكرمهم.


شارك المقالة: