قامت الصراعات بين كل من الأمين والمأمون أبناء هارون الرشيد بعد أن توفي الرشيد، واليوم نروي لكم كيف بدأت هذه الصراعات بينهما.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحب للخليفة العباسي محمد بن عبد الله الأمين، ومدحه بما فعل حول قصر المنصور.
قصة قصيدة بنى أمين الله ميدانا
أما عن مناسبة قصيدة “بنى أمين الله ميدانا” فيروى بأنه عندما وصل الخليفة هارون الرشيد إلى خراسان، أعطى ابنه المأمون كل ما فيها من حواصل وسلاح ودواب، كما أنه قام بتجديد البيعة له، ولكن الأمين كان قد بعث بكتب لا يعلم بأمرها أحد مع بكر بن المعتمر، وأمره أن يوصلها إلى الأمراء إن توفي والده.
وعندما توفي الخليفة بعث بكل هذه الكتب إلى الأمراء، ومنهم صالح بن الرشيد، ومنهم أيضًا أخاه المأمون، حيث وصله كتاب يأمره في أخوه الأمين بأن يظهر له السمع والطاعة، فقام صالح بن الرشيد بجمع الناس، وأخذ منهم البيعة للأمين.
ويروى بأن الفضل بن الربيع قد خرج صوب بغداد ومعه جيش الخلافة، وكانوا غير مقتنعين ببيعتهم للمأمون التي أجبرهم عليها هارون الرشيد، فبعث لهم المأمون بكتاب يأمرهم فيه ببيعه كما فعلوا بينما كان والده على قيد الحياة، ولكنهم لم يجيبوه إليها، وتحول ولائهم إلى الأمين، فكتب المأمون بكتاب إلى أخيه، وكتب له في هذا الكتاب بالسمع والطاعة والتعظيم، وبعث له العديد من الهدايا والتحف والمسك وغير ذلك من خراسان، وفي صبيحة اليوم التالي لتولي الأمين الخلافة أمر ببناء ميدانين للصيد حول قصر المنصور، وفي ذلك أنشد أحد شعراء بغداد قائلًا:
بنى أمين الله ميدانا
وصير الساحة بستانا
يمدح الشاعر أمير المؤمنين الأمين، ويقول بأنه قام ببناء ميدان حول قصر المنصور في بغداد، وجعل من الساحة هنالك بستانًا.
وكانت الغزلان فيه بانا
يهدي إليه فيه غزلانا
الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن توفي هارون الرشيد، بعث ابنه الأمين بكتب إلى الأمراء يأمرهم فيها بالسمع والطاعة، ومنهم أخيه المأمون، فبعث إليه المأمون بالسمع والطاعة، وفي اليوم التالي لتوليه الخلافة أمر ببناء ميدانين حول قصر المنصور.