قصة قصيدة تأهب مثل أهبة ذي كفاح

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تأهب مثل أهبة ذي كفاح

أمّا عن مناسبة قصيدة “تأهب مثل أهبة ذي كفاح” فيروى بأنه في يوم طلبت خالة جساس البسوس منه أن ترعى ناقتها مع نيق القوم، فوافق لها على ذلك، وكانت نيق بني تغلب وبني بكر ترعى سوية، وعندما رأى كليب بن ربيعة الناقة مع نيقهم لم يرقه ذلك، فقام برميها بسهم وقتلها، وكان كليب ملك القبائل، ولكنه عندما أصبح الملك بغى وتكبر وتجبر، وعندما وصل خبر ذلك إلى البسوس صاحت قائلة:

لَعمرك لَو أصبحتُ في دارِ منقذٍ
لَما ضيمَ سعدٌ وهو جارٌ لأبياتي

وَلَكنّني أَصبحتُ في دارِ غربةٍ
مَتى يعدُ فيها الذئبُ يعدُ عَلى شاتي

فَيا سعدُ لا تغرر بِنَفسك واِرتَحل
فَإنّك في قومٍ عنِ الجارِ أمواتِ

وَدونك أَذوادي فإنّي عنهمُ
لَراحلةٌ لا يَفقدوني بنيّاتي

وَسر نَحوَ جُرم إن جرماً أعزّةٌ
وَلا تكُ فيهم لاهياً بين نسواتِ

إِذا لَم يَقوموا لي بِثأري وَيَصدقوا
طِعانهم وَالضربَ في كلّ غاراتِ

فسمعها جساس بن مرة وهي تنشد هذه الأبيات، وغضب كون كليب لم يحترم قراره، وخرج إليه يريد أن يكلمه ويعاتبه على ما فعل، ولكن كليب لم يعره أي اهتمام، وأدار له ضهره، فضربه جساس ضربة مات منها، فغادر جساس وتوجه عائدًا إلى قومه، ودخل على أخيه نضلة بن مرة، وأنشده قائلًا:

تَأَهَّب مِثلَ أُهبَةِ ذي كِفاحِ
فَإِنَّ الأَمرَ جَلَّ عَنِ التَلاحي

وَإِنّي قَد جَنَيتُ عَلَيكَ حَرباً
تُغِصُّ الشَيخَ بِالماءِ القَراحِ

مُذَكَّرَةٌ مَتى ما تَصحُ مِنها
تَشُبُّ لَها بِأُخرى غَيرَ صاحِ

تُسَعَّرُ نارُها وَهَجاً وَجاءَت
غِذا خَمَدَت كَنيرانِ الفِصاحِ

وَما تَنفَكُّ نائِحَةٌ تُعَزّي
بِما نَدَبَت وَتُعلِنُ بِالنُواحِ

تَعَدَّت تَغلِبٌ ظُلماً عَلَينا
بِلا جُرمٍ يُعَدُّ وَلا جُناحِ

سِوى كَلبٍ عَوى في بَطنِ قاعٍ
لِيَمنَعَ حِميَةَ القاعِ المُباحِ

فَلَمّا أَن رَأَينا وَاِستَبَنّا
عُقابَ البَغيِ رافِعَةَ الجَناحِ

فأجابه أخاه قائلًا:

فإن تك قد جنيت عليّ حرباً
فلا وانٍ ولا رثّ السّلاح

نبذة عن جساس بن مرة

هو جساس بن مرة الشيباني البكري، من شعراء وفرسان العصر الجاهلي الشجعان، هو من قتل ابن عمه كليب بن ربيعة، وهو ما كان سببًا في نشوب حرب البسوس التي دامت لما يقارب الأربعون عامًا.


شارك المقالة: