قصة قصيدة تركت الخمور وضرب القداح
أمّا عن مناسبة قصيدة “تركت الخمور وضرب القداح” فيروى بأن الصحابي الجليل ضرار بن الأزور كان من الفرسان الشجعان، فقد كان من الرجال الأشداء والأقوياء، وكان يحب المعارك حبًا كبيرًا، ويتسابق إلى قتال أعداء المسلمين، وكان يقال بأنه عندما يتم مجرد ذكر اسمه أمام أعداءه كفيلًا بأن يدب الرعب في قلوبهم، ويجعلهم يرتعدون خوفًا منه.
وكان لضرار مكانة عند رسول الله صل الله عليه وسلم، فقد كان الرسول يثق به، وكان كثيرًا ما يقوم بإرساله إلى القبائل المجاورة فيما يتعلق بشؤونهم، حتى أنه في يوم من الأيام قام بإرساله لكي يوقف هجومًا من قبيلة بني أسد، وكان ضرار بن الأزور قد شارك في العديد من الغزوات والحروب، ومن بينها حرب المرتدين في زمان الخليفة أبو بكر الصديق، كما شارك في فتوح الشام.
وكان ضرار بن الأزور من الذين تعاهدوا على أن يثبتوا في وجه جيوش الروم، وكان ذلك عندما وقف الصحابي عكرمة بن أبي جهل في جيش المسلمين، وسأل من كان موجودًا يومها قائلًا: من يبايع على أن يموت؟، وكان أول من وقف واستجاب هو ضرار بن الأزور، كما أنه أخذ يشجع الناس على أن يصبروا ويثبتوا.
وهو الذي نقل حديث اللقوح عن النبي صل الله عليه وسلم، وهو: “عن ضرار بن الأزور قال: بعثني أهلي بلقوح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال : فأتيته بها، فأمرني أن أحلبها فحلبتها، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: دع داعي اللبن.
أسلم ضرار بن الأزور بعد فتح مكة المكرمة، وقد كان عنده قبل أن يسلم مالًا وفيرًا، وقيل بأنه كان يملك ألف ناقة، وعندما أراد أن يسلم ترك كل ذلك، وأقبل على الرسول صل الله عليه وسلم، وكان متحمسًا، وأنشد بين يديه قائلًا:
تركتُ الخمورَ وضربَ القداح
واللَّهو تضربه وابتهالا
وكزي المخبر في عمره .
وشدّي عن المشركين القتالا
فيا ربّ لا أعتبر صفقتي
فقد بعتُ أهلي ومالي بدالا
فقال رسول الله: ما غبنت صفقتك يا ضرار.
نبذة عن ضرار بن الأزور
هو ضرار بن الأزور وهو مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك، صحابي جليل، ولد في مكة المكرمة، وتوفي في غور الأردن.