من عباد الله أولياء يحبون الله أكثر من سواهم، ولهم العديد من القصص في محبة الله تعالى، ومنهم رجل يقال له سعدون المجنون، واليوم نروي عليكم خبرًا من أخباره.
من هو سعدون المجنون؟
هو رجل من أهل البصرة في العراق، يقال بأن اسمه أبو العطاء سعيد، وهو من عقلاء المجانين، له العديد من القصص والطرائف، سماه الناس مجنونًا لأنه صام ستين عامًا.
قصة قصيدة تركت النبيذ لأهل النبيذ
أما عن مناسبة قصيدة “تركت النبيذ لأهل النبيذ”فيروى بأن الأصمعي مر في يوم من الأيام برجل يقال له سعدون المجنون، وكان جالسًا وقتها عند رأس شيخ سكران، وكان يحميه حتى يستيقظ مما هو فيه، فوقف الأصمعي عنده، وقال له: مالي أراك جالس عند رأس هذا الشيخ؟، فقال له سعدون: إنه رجل مجنون، وكان الأصمعي يعرفه من قبل، فقال له: هل أنت مجنون أم هو؟، فقال له سعدون: لا والله، هو المجنون، فقال له الأصمعي: لماذا تعتقد بأنه مجنون؟، فقال له: لقد صليت الظهر والعصر في جماعة، وهو لم يصلها في جماعة أو فرادى، وهو قام بشرب الخمر، وأنا لم أشربه، فقال له الأصمعي: وهل قلت في ذلك شيئًا؟، فقال له: نعم، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:
تركت النبيذ لأهل النبيذ
وأصبحت أشرب ماء قراحا
يقول الشاعر في هذه الأبيات بأنه قد قام بترك الخمر لأهل الخمر، وبأنه لا يشرب سوى الماء.
لأن النبيذ يذل العزيز
ويكسو السواد الوجوه الصباحا
ويقول في هذا البيت بأن عدم شربه للخمر أن الخمر يذل الإنسان العزيز، ومن يستيقظ وقد شرب الخمر فإنه يستيقظ ووجهه أسود.
فإن كان ذا جائزا للشباب
فما العذر منه إذا الشيب لاحا
ويقول في هذا البيت بأنه إن كان الخمر يصلح للشباب، فليس للكبار في العمر عذر لكي يشربوه.
فقال له الأصمعي: والله إنك قد صدقت، فأنت عاقل، وهو مجنون.
الخلاصة من قصة القصيدة: مر الأصمعي برجل يقال له سعدون المجنون، وكان عند شيخ سكران، فسأله عن سبب وقوفه عنده، فأخبره سعدون بأنه مجنون، ودار بينهما حديث حول ذلك.