نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر محمد بن كعب القرظي، فنروي لكم شيئًا من أقواله، وما حصل بينه وبين الخليفة عمر بن عبد العزيز.
من هو محمد بن كعب القرظي؟
هو محمد بن كعب القرظي، من التابعين، كان إمامًا ومحدثًا وعالمًا بتفسير القرآن.
قصة قصيدة تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي
أما عن مناسبة قصيدة “تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي” فيروى بأن محمد بن كعب القرظي قال في يوم من الأيام: إن الأرض لتبكي من رجل، وتبكي على رجل، فسألوه على من تبكي، ومن من تبكي؟، فقال: تبكي على من كان يعمل على ظهرها في طاعة الله، وتبكي ممن كان يعمل على ظهرها بمعصية الله، وكان يقول: لا أأمن أن يكون الله قد اطلع على شيء كرهه مني فمقتني، وقال: اذهب لا أغفر لك.
وفي يوم من الأيام كتب له الخليفة عمر بن عبد العزيز يطلب منه أن يبيعه غلامه سالم، وكان سالم غلامه عابد زاهد خير، فبعث له محمد بن كعب بأنه قد دبره، فبعث له الخليفة بأن يزد فيه، فبعث له سالم، وعندما أتاه، قال له الخليفة: إني قد ابتليت بما ترى، ووالله إني أخاف أن لا أنجو، فقال له: يا مولاي، إن كنت على ما تقول فهذه نجاتك، وإلا فإنه والله الأمر الذي يخاف.
وفي يوم من الأيام قال محمد بن كعب لغلامه سالم: عظني، فقال: إن آدم عليه السلام قد أخطأ خطيئة واحدة، فأخرج بسببها من الجنة، وأنتم على ما تفعلون من خطايا تأملون أن تدخلون الجنة، ومن ثم سكت، فقال محمد بن كعب: إن هذا الأمر كما قيل في بعض الكتب: تزرعون السيئات وترجون الحسنات، فإنه لا يجتنى من الشوك العنب، ومن ثم أنشد قائلًا:
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي
درج الجنان وطيب عيش العابد
يعاتب الشاعر المسلمين ويقول تصلون الذنوب ببعضها البعض، ومن ثم تتمنون الجنة وطيب العيش فيها.
ونسيت أن الله أخرج آدما
منها إلى الدنيا بذنب واحد
وفي يوم سأله رجل: ماذا تقول في التوبة؟، فقال له: إني لا أتقنها.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان محمد بن كعب القرظي عابدًا لله ورعًا وله الكثير من المآثر، ومنها أنه قال في يوم إن الأرض لتبكي على رجل، وتبكي من رجل.
