قصة قصيدة تغرب عن الأوطان في طلب العلا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تغرب عن الأوطان في طلب العلا

أمّا عن مناسبة قصيدة “تغرب عن الأوطان في طلب العلا” فيروى بأن الإمام الشافعي، دخل في يوم من الأيام إلى مصر، وبينما هو هنالك التقى بأحد تلامذة الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وهو عبد الله بن عبد الحكم، وجلسا سوية، وبينما هما جالسان أراد عبد الله بن عبد الحكم أن ينصح الإمام الشافعي، لكي تكون إقامته في مصر إقامة مريحة، فقال له: إن قررت أن تبقى في مصر وتسكنها فيجب أن يكون معك قوت سنة ” أي أن يكون معك ما يكفيك من المال لسنة”، وعليك أن تتقرب من السلطان وتصبح أحد جلسائه، وبذلك تتعزز به ” أي أن يكون لك واسطة عند السلطان”، فقال له الإمام الشافعي: يا أبا محمد، إني قد ولدت في غزة، وقد تربيت في مكة، ولم يكن عندنا وقتها قوت يومنا، ولكننا لم ننم جياعًا قط في حياتنا، ومن ثم قال له: يا أبا محمد، من لم تعزه تقوى الله فليس له عز.

وفي خبر سفره، وتنقله بين البلدان، وعن الأسباب التي يجب على أحدنا أن يتغرب عن وطنه من أجلها، أنشد الإمام الشافعي قائلًا:

تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا
وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ
وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ

وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ
وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ

فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ

نبذة عن الإمام الشافعي

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب الذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ولد في عام مائة وخمسون للهجرة في مدينة غزة في فلسطين.

كان الإمام محمد بن إدريس الشافعي عالمًا في علم التفسير، وفي علم الحديث، كما أنه هو من أسس علم أصول الفقه، كما أنه قد عمل كقاضي، وكان عادلًا ذكيًا.

بالإضافة إلى هذ كان فصيحًا وشاعرًا، كما كان ماهرًا في الرماية، واشتهر بالترحال والسفر، قال فيه الإمام أحمد بن حنبل أنه قد كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس.

توفي محمد بن إدريس الشافعي في عام مائتان وأربعة للهجرة في مصر.


شارك المقالة: