قصة قصيدة توسمته لما رأيت مهابة

اقرأ في هذا المقال


أكرم أهل الأرض هم العرب، وأكرم العرب هم أهل الصحراء، واليوم نقص عليكم قصة أعرابي أكرمت زوجته عبد الله بن جعفر، فأصر عليها أن تأخذ خمسمائة دينار، وقبلت مكرهة، فقام هذا الأعرابي برد المال لعبد الله بن جعفر.

حالة الشاعرة

كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت هذه القصيدة الخوف من أن يلومها زوجها على أخذها للمال من عبد الله بن جعفر.

قصة قصيدة توسمته لما رأيت مهابة

أما عن مناسبة قصيدة “توسمته لما رأيت مهابة” فيروى بأن عبد الله بن جعفر خرج في يوم من الأيام إلى الحج، وبينما هو في الطريق إلى مكة المكرمة أحس بالتعب، فتوقف يستريح، وبينما هو جالس، رأى خيمة بالقرب منه، وعلى بابها أعرابية، فاقتربت منه هذه الأعرابية، ودعته أن يستريح عند خيمتها، فتوجه معها إلى الخيمة، وعندما وصل وضعت له وسادة، فجلس عليها، وقامت إلى شاة لها، فذبحتها، وأعدت له طعامًا، وعندما أتى بقية رفاقه، وضعت لهم ما تبقى من طعام، وجلس القوم حتى استراحوا، وعندما هموا بالرحيل دعا عبد الله بن جعفر مولاه، وسأله إن كان معه مال متبقٍ من نفقتهم، فقال له: نعم، فسأله عما بقي، فأخبره بأنه بقي معهم ألف دينار.

فأمر عبد الله بن جعفر مولاه أن يعطيها خمسمائة دينار، وعندما أعطاها الخمسمائة دينار رفضت أن تأخذها، فأصر عبد الله عليها أن تأخذها، وقالت له: والله إني أخاف أن يلومني زوجي إن أخذتها، ولكنه استمر بالإصرار عليها أن تأخذها حتى أخذتها، ومن ثم انطلق هو وأصحابه، وبينما هو في الطريق لقيه أعرابي يسوق إبلًا، فعرف بأنه زوجها، وطلب من أحد أصحابه أن يلحق به، ويعرف خبره، فانطلق وراءه حتى وصل إلى خيمة الأعرابية، وعندما رأت الأعرابية زوجها قامت إليه وهي تنشد قائلة:

تَوَسَّمْتُهُ لَمَّا رَأَيْتُ مَهَابَةً
عَلَيْهِ فَقُلْتُ الْمَرْءُ مِنْ آلِ هَاشِمِ

تخبر الشاعرة زوجها في هذا البيت بأنها عندما رأت عبد الله بن جعفر وهيبته تيقنت بأنه من آل هاشم.

وَإِلَّا فَمِنْ آلِ الْمُرَارِ فَإِنَّهُمْ
مُلُوكُ مُلُوكٍ مِنْ مُلُوكٍ أَعَاظِمِ

فَقُمْتُ إِلَى عَنْزٍ بَقِيَّةِ أَعْنُزٍ
فَأَذْبَحُهَا فِعْلَ امْرِئٍ غَيْرِ نَادِمِ

فَعَوَّضَنِي عَنْهَا غِنَايَ وَلَمْ تَكُنْ
تُسَاوِي لَحْمُ الْعَنْزِ خَمْسَ دَرَاهِمِ

بِخَمْسٍ مِئِينَ مِنْ دَنَانِيرَ عُوِّضَتْ
مِنَ الْعَنْزِ مَا جَادَتْ بِهِ كَفُّ آدَمِ

ومن ثم أخرجت له الدنانير، فغضب زوجها منها، وسألها عن الطريق الذي سلكوه، فدلته عليه، فركب فرسه وأخذ رمحه، ولحق بهم، فلحق به الرجل الذي بعثه عبد الله بن جعفر، وقال له: لا أظن بأنك سوف تدركهم، فقال له الأعرابي: والله لأدركنهم حتى ولو وصلوا إلى كذا وكذا، وعندما تيقن الرجل من أنه مدركهم لا محالة سبقه، ولحق بهم، وأخبرهم بخبره، فتوقف ابن جعفر وجعل ينتظره، وعندما أقبل سلم عليه عبد الله، وأخبره بحسن صنيع زوجته، فقال له الأعرابي: ولكن ذلك ليس تمامه، ومن ثم أراد أن يعطيه الخمسمائة درهم، فكلمه عبد الله بأن لا يردها، ولكن الأعرابي أصر على ردها، فأخذها عبد الله، وعندها انصرف الأعرابي عائدًا إلى حيه.

الخلاصة من قصة القصيدة: خرج عبد الله بن جعفر إلى الحج، ومر بأعرابية على باب خيمتها، فأجلسته، وذبحت له، فأراد أن يكافئها، وأعطاها خمسمائة دينار بعد أن أصر عليها، وعندما عاد زوجها، أخبرته بالخبر، فلحق بابن جعفر ورد إليه ماله.

المصدر: كتاب "الجليس الصالح والأنيس الناصح" تأليف سبط ابن الجوزيكتاب "خزانة الأدب" تأليف البغداديكتاب "جمل من أنساب الأشراف" تأليف أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذريكتاب "لباب الآداب" تأليف أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري


شارك المقالة: