قصة قصيدة جررت على راجي الهوادة منهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جررت على راجي الهوادة منهم

ازدادت الخلافات بين المسلمين بعد انتهاء زمان الخلافة الراشدة، وقيام الدولة الأموية، ومن هذه الخلافات ما كان بين يزيد بن معاوية وبين عبد الله بن الزبير.

أما عن مناسبة قصيدة “جررت على راجي الهوادة منهم” فيروى بأنه في يوم من الأيام وصل خبر إلى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بأن عبد الله بن الزبير يخالفه، ويرفض أن يبايعه، فبعث من فوره كتابًا إلى عبيد الله بن زياد عامله في العراق بكتاب، وقال له في الكتاب: إن عبد الله بن الزبير قد رفض البيعة، وصار إلى الخلاف، وعندك أخوه المنذر، فأمسك به، وابعث به إلي، وعندما وصل كتابه إلى عبيد الله بن زياد أخبر المنذر بن الزبير بكتاب يزيد بن معاوية، وقال له: اختر واحدة من اثنتين: فإن شئت منعته عنك، وكانت نفسي دون نفسك، وإن شئت فاخرج من البصرة، واذهب حيث شئت، ومن ثم أخفي الكتاب لمدة ثلاث ليال، ومن ثم أظهره، وأطلبك، فإن أدركك الجند بعثت بك إلى الخليفة، فاختار منذر بن الزبير أن يخفي الكتاب ثلاث ليال، ففعل عبيد الله بن الزبير ذلك.

وخرج المنذر بن الزبير من العراق، وتوجه صوب مكة المكرمة، وكان من معه في الطريق ينشد قائلًا:

فاستن قبل الصبح ليلا مبكرا
حتى إذا الصبح انجلى فأسفرا

أصبحن صرعى بالكثيب حسرا
لو يتكلمن شكون المنذرا

وعندما وصل إلى مكة المكرمة، سمع عبد الله بن الزبير صوته وهو على الصفا، وكان عبد الله وقتها في المسجد الحرام، فقال لمن كان جالسًا معه: هذا أبو عثمان قد جلبته الحرب إليكم، ومن ثم أنشد متمثلًا بشعر سويد اليشكري قائلًا:

جَرَرتُ عَلى راجي الهَوادَةَ مِنهُمُ
وَقَد تَلحَقُ المَولى العَنودَ الجَرائِرُ

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه قد جلب إلى نفسه من يرجو اللين والرفق، وبأن العنيدة وعلى الرغم من عنادها فسوف تلحق بمولاها.

نبذة عن سويد اليشكري

سويد بن أبي كاهل بن حارثة بن حسل الذبياني الكناني اليشكري، وهو شاعر من مخضرمي العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، وسجن بالكوفة لأنه هجا رجلًا من بني يشكر فقام بنو عبس وذبيان على إخراجه لأنه مدحهم في قصيدة من قصائده.

الخلاصة من قصة القصيدة: وصل الخبر إلى يزيد بن معاوية بأن عبد الله بن الزبير يرفض أن يبايعه، فبعث إلى عامله في العراق عبيد الله بن زياد بأن يبعث إليه بأخيه المنذر بن الزبير، ولكنه أخبر المنذر بأن يهرب من المدينة، فخرج من البصرة، وتوجه صوب مكة المكرمة، وعندما وصل هنالك، علم عبد الله بن الزبير بوصوله، فأنشد في ذلك شعرًا.


شارك المقالة: