قصة قصيدة جزى الله عثمان الخريمي خير ما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جزى الله عثمان الخريمي خير ما

أما عن مناسبة قصيدة “جزى الله عثمان الخريمي خير ما” فيروى بأن عثمان بن عمارة بن خريم وهو من أهل الشام قد ولي على سجستان من قبل الخليفة هارون الرشيد، ويروى بأنه في يوم من الأيام كان أهل الشام قد خرجوا مع عبد الله بن علي ضد الخليفة أبو جعفر المنصور، ولكنهم وبعد أن عدلوا عن رأيهم، وأرادوا أن يؤيدوا المنصور، اتجه جماعة منهم إلى قصره، ووقفوا على بابه، واستأذنوا للدخول إلى مجلسه، وعندما أذن لهم ودخلوا عليه، وكان غاضب منهم غضبًا شديدًا، قاموا بطلب المغفرة منه، فرفض أن يسامحهم على ما بدر منهم، ولكن عثمان بن الخريم كان في المجلس، فوقف، وقال للخليفة: أصلح الله أمير المؤمنين، يا مولاي، لقد أعطيت فشكرت، وإنك قد ابتليت فصبرت، وعلى المغفرة أنت قادر، فغفر لهم المنصور.

وعندما توفي عثمان بن الخريم رثاه أبو يعقوب الخريمي بقصيدة قال فيها:

جَزى اللَه عُثمان الخريميّ خَيرَ ما
جَزى صاحِباً جزل المَواهِب مفضلا

أَخاً كانَ إِن أَقبَلتُ بالودِّ زادَني
صَفاء وَإِن أَدبرت حنَّ وَأَقبَلا

أَخاً لَم يَخُنّي في الحَياة وَلَم أَبِت
يخوّفني الأَعداءُ منه التَنقّلا

إِذا حاولوه بالسِعاية حاوَلوا
بِهِ هَضبةً تأبى بأن تَتَخلخَلا

يحكّمني في ماله وَلِسانه
وَيَركَب دوني الزاعبيَّ المؤللا

كَفى جفوة الإِخوان طولَ حَياتِهِ
وَأَورث مِمّا كانَ أَعطى وَأَجزَلا

مَضى سَلَفاً قَبلي وَخُلِّفتُ بَعده
أَسيراً لأهوال الرِجال مكبّلا

وَباتَ حَميداً لَم يكدّر صَنيعه
وَلَم أَقلِهِ طول الحَياة وَما قَلا

وَكُنتَ أَخاً لَو دامَ عهدك وَاصلا
نصوراً إِذا ما الشرّ خبِّ وَهَروَلا

فَغيّرك الواشون حَتّى كَأَنَّما
تَراني شُجاعاً بَينَ عَينيك مقبلا

نبذة عن أبي يعقوب الخريمي

هو أبو يعقوب إسحاق بن حسان بن قوهي الصفدي الخريمي، شاعر من شعراء العصر العباسي، أصله من خراسان، ولد في الجزيرة الفراتية، وسكن في مدينة بغداد في العراق، واتصل بعثمان بن الخريم، فنسب إليه.

ومن بعد ذلك اتصل بمحمد بن منصور بن زياد، وهو كاتب البرامكة، أدركه الجاحظ وسمع عنه، وأصيب بالعمى قبل أن يموت، وهو صاحب القصيدة الرائية التي وصف فيها الفتنة بين الأمين والمأمون.


شارك المقالة: