اعتاد العرب في العصر الجاهلي على الإغارة على بعضهم البعض، لعلهم يحصلون على غنائم من القبائل التي يغيرون عليها، فيأخذون ما يستطيعون أخذه، واليوم نقص عليكم قصة إحدى تلك الغارات التي قام بها رجل يقال له الحوفزان.
من هو قيس بن عاصم؟
هو قيس بن عاصم بن سنان المنقري السعدي التميمي، شاعر من مخضرمي العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، وكان ممن حرم على نفسه الخمر في الجاهلية.
قصة قصيدة جزى الله يربوعا بأسوأ سعيها
أما عن مناسبة قصيدة “جزى الله يربوعا بأسوأ سعيها” فيروى بأن الحارث بن شريك الذي يكنى بالحوفزان قد غزا في يوم من الأيام، وبينما هو في غزوته أغار على قوم بني سعد بن زيد مناة، واستطاع هو ومن معه أن يأخذوا نعمًا كثيرة، وكان من بين ما أخذه امرأة سباها يقال لها الزرقاء، وهي من بني ربيع بن الحارث، وبقيت عنده، فأعجب كل منهما بالآخر، فأقامت عنده مدة من الزمان.
وفي يوم خرج حتى وصل إلى منطقة يقال لها جدود، وعندما وصل إليها أراد هو ومن معه أن يردوا الماء، ولكن بني يربوع منعوهم من الوصول إليها، وكان قائد بني يربوع يومها الحارث بن شهاب، وتقاتل الطرفان، وكاد بنو يربو أن ينتصروا عليهم، وعندما رأى بنو بكر بأنهم لا يستطيعون الانتصار عليهم، صالحوهم، على أن يعطوهم شيئًا من غنائمهم، مقابل أن يجعلوهم يردوا الماء، وعندما وصل خبر ذلك إلى بني سعد، أنشد قيس بن عاصم قصيدة قال فيها:
جزى الله يربوعاً بأسوأ سَعيها
إِذا ذكرت في النائبات أمورُها
ويوم جدود قد فضحتُم أباكم
وسالمتُمُ والخيل تدمى نحورُها
يعاتب الشاعر بني يربوع لأنهم تصالحوا مع الحوفزان ومن معه، وبذلك فإنهم قد فضحوا تاريخ آبائهم.
ستخطِمُ سعدٌ والربابُ أنوفكم
كما حزّ في أنف الظؤور جريرُها
فأصبحتم والله يفعلُ ذاكم
كمؤودة لم يبقَ إِلا زفيرُها
فأصبحتم والله يفعلُ ذاكم
كمهنوءة جرباءَ أبرز كورُها
أفخراً على المولى إذا ما بطِنتُمُ
ولؤماً إذا ما الحربُ شَبّ سعيرُها
أتاني وعيدُ الحوفزان ودونه
من الأرض صحراواتُ فلجٍ وقورُها
أقم بسبيل الحيّ إِن كنت صادقاً
إِذا حشَدَت سعدٌ وجاش نصيرها
عصمنا تميماً في الأمور فأصبحت
يلوذ بنا ذو مالها وفقيرها
ويوم جؤاني والنباج وثيتل
منضا ربيعاً أن تباح ثغورها
فأجابه مالك بن نويرة اليربوعي:
سأسأل من لاقى فوارس منقذ
رقاب إماء كيف كان نكيرها
الخلاصة من قصة القصيدة: قام الحوفزان بالإغارة على قوم بني سعد بن زيد مناة، وسبا منهم جارية يقال لها الزرقاء، وبعد ذلك تقاتل مع بني يربوع، ومن ثم تصالح معهم، فعيرهم بذلك قيس بن عاصم.