قصة قصيدة جنان إن جدت يا مناي بما
اشتهر الشعراء في العصور السابقة بحبهم لأكثر من فتاة، فلم يكن الواحد منه يكتفي بفتاة واحدة ويحبها، وكانوا ينشدون القصائد في جميع الفتيات اللواتي يصحبوهنّ، وهنالك العديد من الشعراء المشهورين اللذين فعلوا ذلك، ومن بين هؤلاء الشعراء شاعرنا أبي نواس الذي صحب أكثر من فتاة، ولكن قلبه كان معلقًا بواحدة منهم وهي جنان.
أما عن مناسبة قصيدة “جنان إن جدت يا مناي بما” فيروى بأن أبا نواس كان يحب فتاة يقال لها جنان، ويروى بأنه كان يحب جنان حبًا صادقًا، فهي بالنسبة له ليسا كبقية النساء اللواتي عرفهن وصاحبهن، فقد كان لجنان عاشقًا على الرغم من أنها لم تكن تحبه، فهي لم تكن مصدقة حبه لها، وكانت تعتقد بأنها كسائر النساء اللواتي صاحبهن، وفي يوم من الأيام بعث لها أبو نواس بكتاب، وكتب لها في هذا الكتاب أبياتًا من الشعر، معاتبًا إياها على جفائها له، وإعراضها عنه، حيث قال لها:
جِنانُ إِن جُدتِ يا مُنايَ بِما
آمُلُ لَم تَقطُرِ السَماءُ دَما
يعاتب أبو نواس حبيبته جنان، ويقول لها بأنها إن أحبته كما يحبها فإن المطر لن يكون دمًا كما هو عليه الآن بسبب بعدها عنه.
وَإِن تَمادَي وَلا تَمادَيتِ في
مَنعِكِ أُصبِح بِقَفرَةٍ رِمَما
عَلِقتُ مَن لَو أَتى عَلى أَنفُسِ ال
ماضينَ وَالغابِرينَ ما نَدِما
لَو نَظَرَت عَينُهُ إِلى حَجَرٍ
وَلَّدَ فيهِ فُتورُها سَقَما
وعندما وصلها كتابه، وقرأت ما فيه من أبيات، صدقت بأنه يحبها، وبعثت له بكتاب تخبره فيه بأنها تحبه كما يحبها.
نبذة عن أبي نواس
هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، شاعر من أشهر شعراء العصر العباسي، أبوه من دمشق، وأمه من الأهواز، ولد في الأهواز، وتوفي في مدينة بغداد في العراق.
الخلاصة من قصة القصيدة: اشتهر أبو نواس بأنه يحب صحبة الفتيات، ولكن قلبه كان معلقًا بفتاة واحدة وهي فتاة من أهل حيه يقال لها جنان، وكانت جنان على علم بصحبته للعديد من الفتيات، وبسبب ذلك لم تحبه، فبعث لها في يوم من الأيام بكتاب يعاتبها فيه على إعراضها عنه، وفي هذا الكتاب كتب أبياتًا من الشعر، وعندما قرأت شعره وقعت في حبه.