نروي لكم اليوم شيئًا من سيرة الإمام ابن جرير الطبري.
قصة قصيدة حدث مفظع وخطب جليل
أما عن مناسبة قصيدة “حدث مفظع وخطب جليل” فيروى بأن أبو جعفر بن جرير الطبري كان من أكابر علماء الأمة الإسلامية، وكان قد رحل إلى مختلف البلدان طلبًا للحديث، وكان قد سكن في مدينة بغداد وبقي فيها حتى توفي، وقوله من الأقوال التي يحكم بها، كما واعتاد العلماء إلى الرجوع إلى معرفته وفضله، وهو في زمانه من جمع من العلوم ما لم يجمعه سواه، وكان حافظًا لكتاب الله عز وجل، وملمًا بجميع القراءات، وبصيرًا بمعانيه، وفقيهًا للأحكام التي أتت فيه، وله علم بالسنن وطرقها، وما كان منها صحيحًا وما كان سقيمًا، والناسخ منها والمنسوخ، كما واشتمل علمه على أقوال الصحابة والتابعين من بعدهم، ومعرفة بأيام الناس وأخبارهم.
وكان كل ما تقدم سببًا في كون كتابه في التفسير واحدًا من كتب التفسير التي لا يوجد لها مثيلًا، بالإضافة إلى كتب مشهورة ككتاب تاريخ الأمم والملوك، وكتاب تهذيب الآثار، والعديد من الكتب في أصول الفقه وفروعه
وعندما توفي رحمه الله رثاه عدد من أهل العلم، وممن رثاه ابن الأعرابي حيث يقول:
حدث مفظع وخطب جليل
دق عن مثله اصطبار الصبور
يرثي الشار في هذا البيت ابن جرير ويقول بأن حدث فظيع حل بالمسلمين، يوجب عليهم أن يصبروا عليه.
قام ناعي العلوم اجمع لما
قام ناعي محمد بن جرير
فهوت أنجم لها زاهرات
مؤذنات رسومها بالدثور
وتغشى ضياها النير الإشراق
ثوب الدّجنّة الديجور
وغدا روضها الأنيق هشيما
ثم عادت سهولها كالوعور
يا أبا جعفر مضيت حميدا
غير وانٍ في الجد والتشمير
بين أجر على اجتهادك موفور
وسعي إلى التقى مشكور
مستحقّا به الخلود لدى جنة عدن
في غبطة وسرور