قصة قصيدة حضرت رحلي الهموم فوجهت

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر البحتري:

هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، ولد في عام مئتان وخمسة للهجرة في منبج إحدى قرى مدينة حلب، وترعرع وتنقل بين القبائل البدوية، فأخذ منهم فصاحتهم، ومن ثم انتقل إلى بغداد واستقر هنالك، وأخذ يتردد على قصر الخلافة في عهد الخليفة العباسي المتوكل، وقام بمدحه، وهو واحد من أشهر شعراء العصر العباسي، كان يجيد التصوير والوصف في أشعاره.

بقي متعلقًا طوال حياته في القرية التي ولد فيها “منبج”، وكان يتردد عليها كلما استطاع، وبقي على ذلك حتى توفي في عام مئتان وأربعة وثمانون للهجرة.

قصة قصيدة حضرت رحلي الهموم فوجهت:

أما عن مناسبة قصيدة “حضرت رحلي الهموم فوجهت” فيروى بأنه عندما توفي أمير المؤمنين أبو الفضل جعفر المتوكل على الله، حزن عليه البحتري حزنًا شديدًا ورثاه، فقد كان مقربًا منه بشكل كبير، ويروى بأن ابن المتوكل المنتصر بالله كان له يد بقتل أبيه، وبعد أن تسلم الخلافة ضيق المعيشة على البحتري، فقد جافاه وقلاه، فعاش البحتري في هم وحزن، وقد كانت نفسه مرهفة الإحساس، فخرج متوجهًا إلى المدائن والتي كانت في يوم من الأيام عاصمة لإمبراطورية الفرس، في رحلة لكي يروح عن نفسه، وقد قال في خبر ذلك:

حَضَرَتْ رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهــتُ
إِلى أَبيَضِ المَدائِنِ عَنسي

أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى
لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ

أَذكَرتْنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي
وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي

وبقي البحتري حزينًا على ما حصل معه من بعد وفاة المتوكل، ولكنه بقي متماسكًا ولم يجزع ممّا حصل له، ولم يأسى على زوال ما كان فيه من نعيم، وقد قال في خبر ذلك:

صُنْتُ نفسي عمّا يدنّس نفسي
وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ

وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهــرُ
التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي

وقد قام بوصف الحال الذي وصل إليه زمانه، حيث أصبح أحقر الناس هو من يمتلك مصائر الناس، بعد أن كانت مصائرهم بين يدي أفضل الناس، وقد قال في ذلك:

وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمولًا
هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ

وَقَديماً عَهِدَتني ذا هَناتٍ
أبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ


شارك المقالة: