قصة قصيدة حلفت فلم أترك لنفسك ريبة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة حلفت فلم أترك لنفسك ريبة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “حلفت فلم أترك لنفسك ريبة” فيروى بأنه في يوم وفد جماعة من أهل الكوفة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان منهم ربعي بن الحراش، وجلسوا في مجلسه، وبينما هم جالسون سألهم الخليفة، قائلًا: من الذي يقول:

حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ رَيبَةً
وَلَيسَ وَراءَ اللَهِ لِلمَرءِ مَذهَبُ

لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي خِيانَةً
لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَكذَبُ

وَلَكِنَّني كُنتُ اِمرَأً لِيَ جانِبٌ
مِنَ الأَرضِ فيهِ مُستَرادٌ وَمَذهَبُ

مُلوكٌ وَإِخوانٌ إِذا ما أَتَيتُهُم
أُحَكَّمُ في أَموالِهِم وَأُقَرَّبُ

فقالوا له: النابغة الذبياني، فقال لهم الخليفة: ومن الذي قال:

إِلّا سُلَيمانُ إِذ قالَ الإِلَهُ لَهُ
قُم في البَرِيَّةِ فَاحدُدها عَنِ الفَنَدِ

وَشَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قَد أَذِنتُ لَهُم
يَبنونَ تَدمُرَ بِالصُفّاحِ وَالعَمَدِ

فَمَن أَطاعَكَ فَاِنفَعهُ بِطاعَتِهِ
كَما أَطاعَكَ وَاِدلُلهُ عَلى الرَشَدِ

وَمَن عَصاكَ فَعاقِبهُ مُعاقَبَةً
تَنهى الظَلومَ وَلا تَقعُد عَلى ضَمَدِ

إِلّا لِمِثلِكَ أَو مَن أَنتَ سابِقُهُ
سَبقَ الجَوادَ إِذا اِستَولى عَلى الأَمَدِ

فقالوا له: النابغة الذبياني، فقال لهم: فمن الذي يقول:

أَتَيتَكَ عارِياً خَلَقاً ثِيابي
عَلى خَوفٍ تُظَنَّ بيَ الظَنونُ

فَأَلفَيتُ الأَمانَةَ لَم تَخُنها
كَذَلِكَ كانَ نوحٌ لا يَخونُ

فقالوا له: النابغة الذبياني، فقال لهم الخليفة: ومن الذي يقول:

وَلَستُ بِذاخِرٍ لِغَدٍ طَعاماً
حِذارَ غَدٍ لِكُلِّ غَدٍ طَعامُ

تَمَخَّضَتِ المَنونُ لَهُ بِيَومٍ
أَتى وَلِكُلِّ حامِلَةٍ تَمامُ

فقالوا له النابغة الذبياني، فقال لهم: والله إن النابغة أشعر شعرائكم، وأعلم الناس بالشعر.

نبذة عن النابغة الذبياني:

هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد الذبياني، ولد في ديار غطفان في عام خمسمائة وخمس وثلاثون ميلادية، كان من السادات في قومه، اتصل بملوك الحيرة، وكان أول من اتصل به من الملوك الملك منذر بن ماء السماء، وكان ذلك في نهاية فترة حكمه، ومن ثم اتصل بالملك النعمان بن المنذر، وكانت علاقته به قوية، فقد كان النعمان يفضله عمن سواه من الشعراء، كما اتصل النابغة بالغساسنة.

توفي النابغة الذبياني في نجد في عام ستمائة وأربعة ميلادي.


شارك المقالة: